# الـفـصـل _ الـسـادس عـشـر

36 5 0
                                    

# روايـة _ حـكـايـتـنـا
# لـ _ أروى _ خـالـد

فوت وانت معدي يـَ لطيف ( اضغط على النجمة ) فضلًا

صلُّوا على خيرِ البريـة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مسحت بيسان قطرات العرق اللامعة التي تكونت أعلى جبينها من التعب وهي تُلقِي آخر حفنة من الحطب التي جمعتها من أطراف الغابة القريبة على الأرض بجوار لهيب النار التي كانت تشتعل بحرقة تأكل الحطب الذي جمعه الآخرون كما تأكل الجحيم اللحـم..

لمحت بيسان بطرف عينيها عمر الذي كان يحاول جمع بعض الأسماك أو الرخويات مع بضعة رجال لسد جوع النساء والأطفال الذين على متن الجزيرة.. عضت بيسان على شفتيها بندم بعدما أدركت خطأها الفادح حينما غضبت عليه أشد الغضب وأسمعته من الكلام ما لا يُطيقه إنسان..

اشاحت بيسان وجهها بندم وغيظ من نفسها بعدما لاحظت أنه منذ آخر مواجهة بينهما يتحاشىٰ النظر لها بكل الطُرق الممكنة.. تنهدت بيسان بضيق وهي عازمة في نفسها على أن تعتذر منه فلا يكفيه أنه عالق بداخل جزيرة مترامية الأطراف لتأتي هي وتزيد طينته بلة..

بينما عند عمر..

كان يصوب رمحه الذي صنعه من غصن كبير من شجرة يترأسه حجر مدبب أسود اللون ألصقهما ببعضهما بواسطة رباط قماشي على إحدى السمكات الكبيرة في البحر بعدما توغل للداخل نسبيًا.. وهو يسترجع لحظات توبيخه المُزعجة بواسطة بيسان..

تنهد عمر بحزن كبير استقر داخله عندما ترددت كلمات بيسان داخل رأسه.. حقًا هو لا يعلم لِمَ لَم يقعرها بشدة على تقريعها له؟؟ لِمَ لَم يوسعها ضربًا مكسرًا لها أسنانها تلك؟؟ لِمَ لَم يُلقيها في عرض البحر بعدما أسمعته كلماتها اللاذعة المزعجة؟؟ لقد كان الشاطئ يبعد بضعة أمتار فقط!! لِمَ لَم تدفنها في الرمال عمر وتخلص البشرية من لسانها السليط ذاك؟؟

استطاع عمر الحصول على ثلاث سمكات كبيرات الحجم نسبيًا تكفي لإشباع خمسة على الأقل ليأتي بهما على الشاطئ يضعهن في صندوق خشبي بدائي قاموا بتصنيعه للتو.. وبالقرب من الصندوق استقرت بعض النساء والرجال الذين أخذوا يحاولون إشعال النيران بواسطة أعواد الحطب بعدما لاحظوا الشمس على وشك المغيب..

ما ان استدار عمر حتى قابل بيسان في وجهه والتي كانت تعض شفتيها بندم وهي تحمل بين يديها بعض المعلبات الجاهزة التي وجدوها في الحقائب الخاصة بالرُكاب..

لم يعرها عمر انتباه وهو يتخطاها بسهولة بعدما نظر لها نظرة ترجمتها بيسان بأنها غاضبة.. وبعدها أكمل طريقه نحو بضعة رجال آخرون يحاولون تنقيه بعض مياة البحر المالحة لاستخدامها في الشرب..

حكايتنا لـ أروى خالد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن