# الـفـصـل _ الـحـادي عـشـر

43 7 0
                                    

# روايـة _ حـكـايـتـنـا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقدم بخطوات متريثة ذلك المدعو كرم " اليد اليُمنى لعامر الألفى " نحو هذه الحديقة الكبيرة والتي جلس عامر على أريكة كبيرة وُضِعت بها وهو يتناول كوب قهوته الصباحي كالعادة بهدوء وبرود ظاهري..

ألقى كرم تحية الصباح على سيده مردفًا:
ـ صباح الخير يا باشا..

هز عامر له رأسه بهدوء ليصمت كرم قليلًا  قبل أن يردف بتردد:
ـ في..في أخبار مش كويسة يا باشا.

تخلي عامر عن صومعة هدوئه وهو ينظاره بأعينه السوداء من تحت عيوناته المستديرة بنظرات جعلت وتيرة القلق تزداد لدى كرم ليبتلع ريقه مردفًا:
ـ حسن.. بـ.. بعت بضرورة تأجيل العملية شوية.. حصلت حادثة في إيطاليا لرجل أعمال كبير اسمه " خالد الشريف " بفعل فاعل وبدأت التحقيقات والعيون عليهم..

تحفزت حواس عامر عندما استمع الى هذا الاسم الذي لم يستمع اليه منذ ثلاثون سنه تقريبًا ليردده بهدوء:
ـ خالد الشريف.

بحث عامر في دهاليز عقله حتى أهداه إليه أخيرًا _خالد الشريف _نصير أحمد الجندي وصديقه المُقرب من الجامعة وما قبلها.. يؤيده في جميع قراراته ومعه في أي وقت..

ابتسم عامر الألفي ابتسامة جانبية..لقد ظل لأكثر من خمس سنوات يبحث عنه لتصفية حساب قديم حتى يئس وكلّ وظن أنه قد مات..والآن يظهر أمامه على طبقٍ من ذهب.. يالحسن الحظ.

                   _ Flash back _                     
قبل عدة سنوات..وبالتحديد عندما كان عامر الألفي وخالد الشريف وأحمد الجندي في أوائل العشرينات..

كانوا ثلاثة رؤوس لمثلث بحق..لا يمكن لأحد تفريقهم البتة..لدرجة أسموهم  بالجامعة بـ " الثلاثي الدائم ".. قبل أن يلتقي أحمد بيولينا التي سلبت لبُّه من اللحظة الأولى.. والذي حزن كثيرًا عندما علم بفقدها للنطق نتيجة لحادث قديم.. أحبها وأحبته وعاشا في باطن كل منهما احلام وردية معًا.. كان دائمًا ما يتحاكى أحمد عنها لعامر وخالد وهو يخبرهم كم أنه يعشقها.. قبل ان يأتي ذلك اليوم المشؤوم الذي غير من نفس ما في الجميع.. حينما التقت يولينا التي كانت تنتظر أحمد أسفل مدينته الجامعية بعامر لأول مرة ليُغرم بها عامر ويبدأ بالتعرف عليها.. حاولت يولينا كثيرًا إخباره أنها لا تحبه وتحب صديقه لكنها عجزت عن إيصال هذا له..او بالأحرى تجاهل عامر هذه الصورة وازداد هوسًا بها.. وفي احدى الأيام اشتد عراك بينه وبين خالد  عندما علم الأخير ان عامر يحب نفس الفتاة التي أحبها أحمد قبله ويعترض طريقها دائمًا.. نهره خالد كثيرًا وهدده انه ان لم يبتعد عنها سيخبر أحمد لكن عامر تجاهل هذا أيضًا..ليقوم وبكل تبجح بإختطافها ليرغهما على العيش معه..

في ذلك اليوم..

في مكان رديء مُتهالك رائحته العفنة قد انتشرت في المكان كانت يولينا ترتجف بخوف وهي تنظر الى القمر فوقها تحاول فك قيد يدها ودموعها قد انسدلت على وجنتيها بغزارة..

حكايتنا لـ أروى خالد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن