♠️موكب الشيطان♠️

60 3 0
                                    


في هذا الكون ، يتجلى الفرق بين الحقيقة والوهم، وتنبت الشياطين في مهدها. هل يستطيع النبيل أن ينقذ نفسه من متاهات الشر؟ أم أنه سيتورط في أوكار الظلام بلا عودة؟

في هذه اللحظات، هو يغلق أزرار قميصه الآن، بينما حضر حارسه يزف إليه بالبشارة التي يرغب بها،وضع عطره ذا الرذاذ القرمزي على عنقه ومرر أصابعه بهدوء لينشر عبيره عليها

-لقد تمت العملية، قُتل بيريوس ورماه الرجال في المرآب كما أمرت .

ابتسم بغرور قائلا

-حسنا ليس بغريب فهؤلاء رجالي ، أريد تقريرا مختصرا عن تحركات مركز التحقيق الجنائي،كما تعلم ليس لدينا عظام تكفي لإسكات كل الكلاب أيها الوفي، على السابعة تماما يجب أن يكون منيرا مكتبي وبجواره قلمي الألماسي العتيق

انحنى منصرفا ، بينما توجه دانييل الى مرآب القصر الواسع حيث جثة السيد بيريوس معلقة بشكل بشع على الحائط، لقد ثُبتت مسامير في يده ودقت في الجدار، وكذلك الأمر ذاته مع رجليه،سحب مطرقة وبات يجرها وراءه حتى صار مواجها للجثة، خلع معطفه راميا إياه على أحد الكراسي وببراعة كان يتلاعب بعود الكبريت المشتعل بين أظفاره.

- وددت حقا لو تطربني بصراخك أيها التعيس، كنت أريد التأكد من مبيد حشراتي إن كان ذا مفعول قوي أم أحتاج إلى بعض المكملات إليه.

شقق معدته بخنجره وتاليا أدخل يده منتشلا أمعاءه،شعر بمتعة  اجتاحت جسده مندمجة مع حواسه المتبلدة، ابتعد بعد أن غرز زجاجة كحولية في نفس الشق الذي أحدثه وقد تراجع عدة خطوات،ابتسم بجانبية وأرجع شعره إلى الوراء.

-مهلا هل شعرت بالألم؟ أخبرني حتى أتأكد أنه جيد بما فيه الكفاية، مهلا لماذا أنت صامت هكذا؟ أوه أنت ميت صحيح

ضحك بعلو يرتفع بالتدريج،لقد رمى عود الكبريت بمهارة داخل زجاجة الكحول، مسببا بذلك احتراق جسده، غطى على أنفه وفمه وعلى وجهه تقرف واضح.

-رائحة لحمك كريهة، كيف سأطعمك للكلاب الآن همممم؟

 خرج بعد أن سحب معطفه وأقفل الباب وراءه، كانت  الساعة الواحدة مساءا،وحيث مر يومه بشكل اعتيادي يدير فيه عمليات التهريب والتصدير والاستيراد، خطرت بباله زيارة القسم الجنائي كشخص متخف، لماذا لا يجرب الحصول على تقرير بنفسه؟

...


 انعكست روحه الجامدة في كل خطوة يخطوها، وكأنه يتحدى العالم بكل جوانبه. دانييل تجول في الأقسام بكل وقاحة، وعيونه تستنطق كل زاوية مظلمة، كما لو كان يبحث عن الضعف ليستغله في مصلحته. سرعان ما أصبح وجوده كظلام لا يمكن تجاوزه ، كان يتجاهل ويمشي فقط بهالته تلك، حتى شد انتباهه صوت حوار من أحد الغرف المغلقة، أصبح يقترب كي يتوضح له الكلام أكثر، وقد سمع:

-حضرة النقيب الأول ، تعلمين أنك المتصدرة في مهاراتك الحاذقة لدينا، ومن الشرف لنا تسليم قضية بيريوس ووضعها بين يديكي الأمينة.

-شكرا لك أيها الرئيس، وكالعادة سأعمل بكامل جهدي وطاقتي، لم أولد ابنة لماري من فراغ.

ضحكت بخفوت جذب مسامع الآخر، نبرتها تميل إلى التحدي وهو يحب هذا، إذا ستستلم هذه المرأة قضيته؟ إنه لمن دواع سروره أن يضيف لاعبين في منطقته، سيكون هذا رائعا بطريقة يقوم بحبك أحداثها من الآن.عاد أدراجه بخطى متقاربة ، وغادر المركز دون أي كلمة قد تقال.

...

في تلك اللحظة المنتظرة ، وعلى وقع دقات الساعة التي تعلن السابعة مساءً،كان قد جلس على كرسي مكتبه واضعا رجليه واحدة فوق الأخرى ممددا كلتيهما على طاولة البلور الشفافة، يمسك بين يده أوراقا قد طلبها مسبقا،لم يدقق كثيرا في الموضوع، كان يرغب بمعرفة كل ما يخصها، لكن بطريقته المدروسة و المتقنة، ليس هو كالكثير من زعماء المافيا يطلب أن يقدم له كل شيء على ورق من ذهب، حين يرغب أن يكون الموضوع من اختصاصه فسوف يسخر ما لديه فيه، وهي الآن موضوعه الشاغل، فكيف السبيل إلى تكوين صورة واضحة في ذهنه عن هيئتها وشخصيتها؟ وهل يستطيع التعامل معها بالرشوة؟ ولم لا؟ ستكون لديه مصلحة في المركز الجنائي حينها إن كسبها، حسنا هو الآن يضع أهدافه وطموحاته، واعتاد ابن سيرافيوس أن يحصل على كل ما يريد، أجل على كل ما يريد.


٠٠٠

غابة الورودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن