شادية فتاة جميلة و أنثى يحلم بها أي رجل بائس مثله, يتمتع بها في البداية حتى تبدأ في انتاج الأطفال بكثرة و يسيرا معا بنفس طريق البشر جميعا.. لكن ليس هوشادية فتاة لم تكمل تعليمها الثانوي, ليس عن فقر أو ظروف صعبة, بل على العكس.. ظروفها المادية تعد ممتازة لكنها هي من بصمت بالعشر أنها لا تحب التعليم و تكفيها شهادة الإعدادية فضل و نعمة.. أما هو فيريد فتاة جامعية مثله ترى هل يطمع في الكثير؟
هل هو أناني أم أعمى عن رؤية وضعه الحقيقي؟ صحيح أنه لم يعمل بشهادته, لكن أبسط حقوقه في الحياة كمواطن صالح أن يتزوج فتاة جامعية مثله.. ربما ليضع بؤسه على بؤسها فيكملا معا مسيرة الحياة بعقلية بائسة متكافئة
ابتسم خاطر وهو يدس كفيه في جيبي بنطاله متأملا الوجوه التي تخفي حكايات خلف الملامح المجهدة
يلقبونه في المنطقة باسم *شهم الحي*
و هناك طبعا سبب منطقي لحصوله على هذا اللقب بخلاف فتح الأوعية المغلقة.. فهو والله الحمد مرشح بطل أول في الدفاع عن الفتيات عند التحرش بهن.. كم من معركة دخل بها ضرب و ضرب دفاعاً عن فتاة ضايقها أحدهم.. يظن أهل الحي أنها شهامة فطرية لكن للواقع رأي آخر
بدأ الأمر في السادسة عشر, حين وجد إلهام ابنة أم إلهام تصرخ متضايقة من شاب رقيع يمشي خلفها يمطرها بعبارات فجة وكأن مصباحا قد أضاء فوق رأسه بعبارة إنها فرصتي ليثبت رجولته أمام إلهام لعلها تنظر له بعدها ببعض الحب و الهيام. يا سلام
و دخل يومها في معركة مع هذا الشاب, يتذكر أنه أكل فيها! ضربا لم يأكله حمار في مطلع.. ومع ذلك لم يتب
معركة لأجل عيون سارة بنت أم سارة.. معركة لخاطر نهال بنت أم نهال.. وأخرى لفتاة غريبة على أول الطريق وضعت في يده خمسة جنيهات شاكرة بعد انتهاء المعركة
شعر يومها شعرت بالإهانة لكنه أنفق الخمسة جنيهات, حلالا بها
ثم بدأ أهل الحي يتخذونه مثالا في الشهامة. يجرون إليه أو ينادون من الطريق حتى يخرج من الشرفة
یا خاطر أدرك ابنة عم اسماعيل يضايقها فلان.. یا خااطر انجد ابنة الحاجة دلال يتحرش بها علان.. فيجري إلى المعركة بما يقدره الله به من سلاح، عصا مكنسة قديمة, لوح سرير خشبي، جنزير دراجة و يقفز مقتحماً ساحة الحرب التي بدأت قبل وصوله.. ويخرج فاقدا شيء ما كل مرة جيب قميص, زر بنطال فردة حذاء وبعض الكرامة
"یا خاطر. هناك من اختطف حقيبة أم إبراهيم على دراجة بخارية"
أفاق خاطر على هذا الصوت العالي من خلفه و في لمح البصر اكتشف أنها ليست ذكرى بل واقع وها هو يمر بجواره مباشرة و لأن الله حباه بردة فعل سريعة, انطلق يجري خلف اللص بكل قوته حتى أمسك به وأسقطه من على الدراجة التي وقعت فوقهما معا مما جعله يتألم بقوة مغمضاً عينيه
أنت تقرأ
رواية (ما حاك في القلب خاطر) للكاتبة: تميمة نبيل~
ChickLitأنا لست متشائمة .. لست سوداوية النظرة .. أنا فقط مؤمنة أن لكل انسان ثمن ... تشدقك المضني بأنك لست للبيع , لا يعني أن أخلاق الفرسان تتوجك بل أنت لم تجد العرض المناسب بعد , أو الأسوأ ..... أنك لم تتلقى عروضا من الأساس لذلك أنت غاضب تهتف بعباراتٍ لا تص...