الفصل الواحد والأربعين

593 15 1
                                    


•زر اعجاب•

سمعت سلوان صوت رنة قصيرة تنم عن وصول إشعار خاص بها ، فسارعت تمسك بالهاتف الذي بات يمثل مؤخرا اهتماما جديدا لها في حياة باهتة شديدة القسوة

اعجاب من عامر علام داشاي !! .....

شعرت بحماقة أنستها الكارثة التي كانت تتحدث فيها مع ضرتها منذ قليل اعجاب من رجل كعامر علام داشاي !! ......

ابتسمت شفتاها برقة و هي تقرأ بعينيها عبارة الإشعار

" عامر علام داشاي أعجب بمنشورك "

شعرت بالزهو يملأها فيمحو بخيلاء الانطباع الذي كتبت به هذا المنشور تحديدا .

كانت وقتها تبكي بصمت و هي تود لو صرخت عاليا ، تتخيل أن تضطرها الظروف للموافقة على طلب رمزي الوكيل ... وماذا عن طفلتيها ؟! ..... كيف ستتقبلان هذا العرض الموجع من رجل غريب !!

أما الآن فمجرد زر اعجاب من رجل كعامر علام داشاي جعل شيء مخفي بداخلها يتحرك زهو أنثوي لاهتمام رجل مثله بشيء كتبته بنفسها!!

حتى أنها أخذت تعيد قراءة منشورها مرارا مبتسمة هذه المرة بخيلاء أكبر و هي تهمس لنفسها بسعادة

"المنشور عميق بالفعل ... خرج بإحساس عال لذلك يستحق الإعجاب ، ماذا لو كتبت عدة منشورات مماثلة!!'

عضت على شفتها بجذل ... و رفعت رأسها تفكر في منشور مماثل ... فلم تجد حينها قامت بفتح موقع البحث و كتبت

" حكم و أقوال مأثورة"

ففتح لها العديد من الخيارات أخذت تبحث بينها حتى وجدت خيارا مناسبا فاقتبست منه و أومات برأسها و هي تنقل الى موقع التواصل منشورا يقول

"الحرية هي الحق في أن تعمل ما يبيحه القانون"

ابتسمت و ضغطت مشاركة ... وانتظرت ... انتظرت ... و حين طال انتظارها عقدت حاجبيها و همست

"ماذا؟!! ... ألم يعجبه المنشور العميق؟!"

زمت شفتيها و كتفت ذراعيها متبرمة .... لكن رسالة من مدرسة ابنتها يارا أرجعتها للواقع أسرع مما تتخيل مطالبة بسداد القسط الدراسي بأقصى سرعة

ألقت سلوان بالهاتف جانبا و هي تتنهد منزلقة للخلف مرجعة رأسها للوراء ... لقد انتهى الجدل أسرع مما بدأ و عادت للواقع .

"دخلت معرض سيارات على أول طريق سكنهم ... و جلست مع صاحب المعرض لفترة طويلة يا سید قاسم"

كان قاسم يستمع للمكالمة التي ينتظرها بفارغ الصبر ، مستندة بجانب جبهته الى اصبعيه ، صامتا تماما ، بينما بدت ملامحه غير مقروءة و ما أن انتهى المكلف بمراقبتها من سرد المعلومة الأخيرة حتى سأله قاسم بصوت باهت لكن مخيف

"فيما كانا يتكلمان؟!"

أجابه الرجل بحذر

"لا علم لي يا سيد قاسم ... كنت أراقبهما من الواجهات الزجاجية الخاصة بالمعرض ... لكنهما كانا يتضاحكان ... فلو أردت أن أعرف"

رواية (ما حاك في القلب خاطر)  للكاتبة: تميمة نبيل~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن