الفصل السابع والعشرون

499 15 2
                                    


دخلت سلوان الى غرفة ابنتها , فصرخت كلا من یارا و يمنی تلقائيا مما جعلها تعقد حاجبيها هاتفة بغضب

"ماذا؟ هل رأيتما عفريتا؟"

نظرت كلا منهما إليها بقلق لكن أعينهما توقفت على الحاسوب بين يديها فاقتربت زافرة بغضب قبل أن تجلس على حافة السرير ناظرة إليهما بجفاء ثم قالت بصرامة

"لدي شروط كي أرجع الحاسوب إليك"

صرخت یارا جذلا و هي تقفز لتحيط عنق أمها بكلتا ذراعيها تقبلها بكل قوتها فمطت أمها شفتيها ممتعضة ثم قالت بقسوة زائفة

"لم تسمعى الشروط بعد"

ألصقت يارا كفيها المفرودتین معا و هي تقول بوعد مخلص

"أي شيء أي شيء يا أمي"

وفعلت يمنى المثل و هي تقول ملصقة كفيها كمواطن یابانی أصیل

"وأنا أيضا أي شيء يا عمتي سلوان"

نقلت عينيها الصارمتين بينهما , ثم أمرت بقسوة

"أولا ستساعديني في إنشاء حساب خاص لي و بعدها تضيفيني عندك كصديقة لك و عند صفحة هذا الكاتب أيضا"

اختفت الفرحة عن ملامح كلا من یمنی و یارا على الفور قبل أن تنظر كلا منهما للأخرى بملامح الأسي و البؤس ثم أعادتا أعينهما إلی سلوان و قالت يمنى تتأكد

"صديقة! ترين المنشورات و خلافه و تشاركين باقة ورود كل يوم مكتوب عليها "صباح الخير للجميع" و تكتبين تعليقا تربويا على ما نقوم بمشاركته؟"

لم تنتظر جوابا بل التفتت ليارا قائلة

"تنازلي عن الحاسوب يا يارا أكرم لك و أكثر حفظا على كرامتك"

عقدت سلوان حاجبيها و هي تقول بغضب

"هل ترين أن أمك تحرجك یا يارا كما تری صديقة السوء تلك"

"بالطبع لا تحرجيني يا أمي لكن أنت لست على خبرة بمواقع..."

ردت يارا بارتباك حذر و هي تقول

"التواصل إطلاقا و أحيانا يكون اسلوب الأمهات محرجا حين يکن حديثات العهد بهذه المواقع"

زمت سلوان شفتيها ثم قالت بحزم

"لوعد مني أني لن أقوم بإحراجك بأي طريقة لكن أريد وعدا مماثلا منك أن ألا تخفين عنى شيئا مطلقا مجددا"

نظرت يارا الى يمنى بيأس تسألها المشورة بينما كانت یمنی تراقب سلوان بعينين ضیقتین و هي تحك ذقنها تقييمها بمسح ذري ثم أومأت ليارا بملامح متزنة

مما جعل یارا تتنهد يائسة مستسلمة هامسة

"حسنا يا أمي لا بأس"

ابتسمت سلوان قبل أن تمد لها الحاسوب قائلة بحنان

"عظيم هیا ساعديني بإنشاء حساب و علميني كل ما يخص موقع التواصل"

رواية (ما حاك في القلب خاطر)  للكاتبة: تميمة نبيل~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن