الفصل التاسع عشر

550 13 6
                                    

"اسمع يا هذا أنا لا أعرف من تكون و لا يهمني أن أعرف.. لكن ما أنا متأكدة منه هو أنك شخص مريض تهوى الإيقاع بالفتيات الصغيرات مستخدما تلك الرسالة التي أرسلتها كمدخل ناعم لفخ قذر.. ابتعد عن ابنتي أو والله سأتسبب لك في فضيحة سيظل معجبيك يتناقلونها لأجيال قادمة"

كانت عيناه تجريان باتساع على الأسطر التي أرسلت إليه للتو بعد لحظات من الرسالة الصوتية المؤثرة قبل أن يفغر فمه ذاهلا بهمس غير مصدق

"ما الذي؟"

ثم صمت و قد بدأت الدهشة تتحول بداخله لغضب عنيف و قد اتقدت عيناه هاتفا و كأنه يخاطب الشاشة

"تبا إنها أنت.. أنت من كتبت التعليق, هذا منطقي تماما من شخصية مجنونة مثلك"

أغلق الرسالة زافرا بعنف وقد احمر وجهه بشدة من سيل الاتهامات المجنونة و التي وجهت إليه للتو

استغرق بضعة لحظات وهو يحاول السيطرة على الغليان الذي يحترق في صدره مما قرأه للتو عبثا فكانت أسطر كتاباته تتداخل أمام عينيه المجنونتين بحنق و سرعة تنفسه تتزايد فأخطأ الأحرف بضعة مرات قبل أن يصفق الحاسوب شاتما بصوت عال

في تلك اللحظة فتح باب غرفته و دخل والده غرفته وهو ينظر حوله بملامح متجهمة ثم سأل بخشونة متعجبا

"من تشتم؟"

أغمض عامر عينيه زافرا بنفاذ صبر ثم أجاب ببرود

"اطمئن لم أصل بعد الى هذه الدرجة من انعدام الأدب"

ازدادت ملامح التجهم على وجه والده فقال بصرامة

"احترم نفسك يا ولد"

فتح عامر عينيه ينظر اليه قبل أن يضحك وهو يهز رأسه متعجبا ثم قال بصوت جليدي

"تعاملني كولد في العاشرة"

هدر والده بنفاذ صبر

"ربما لأنك تتصرف كولد في العاشرة"

صمت للحظة وهو يحاول تمالك غضبه كما سبق و قرر.. ثم لم  يلبث أن سأل عامر بصوت أجش

"هل لي أن أعرف ما الذي تدينني به تحديدا فتعاقبني من وقتها؟"

نهض عامر من مكانه متجها لنافذته القاتمة ينظر من خلالها للمنظر المظلم المفتوح أمامه على مدد البصر ثم تكلم بصوت ميت لا ينم عن شيء

"لا تود سماع رأيي حيال الأمر؟ "

الا أن علام هتف بقوة عكس الهدوء الذي كان يتظاهر به و جلجل صوته بعنف رجل عسكري لا طبيب

"بل أريد سماع الجريمة التي أقدمت عليها تكلم ربما تمكنا بعدها من إصلاح هذا الشرخ بيننا"

لم يستدر ابنه إليه بل ظل يوله ظهره و أصابعه تقبض على الستار يكاد أن يقتلعه ثم قال بنبرة خفيضة مشتدة أشبه بنبرة مجرم

رواية (ما حاك في القلب خاطر)  للكاتبة: تميمة نبيل~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن