الفصل الواحد والثلاثون

600 20 5
                                    

"لست سيدا.. أنا جلف يعمل لأجل لقمة العيش, و مهنية عملي تأمرني بالصعود أربعة عشر طابقا كي أوصل الطرد لك هل من أوامر أخرى"

ارتبكت السيدة التي تخاطبه ثم قالت بتردد

"هل تريد كسب المزيد من المال؟"

عقد حاجبيه سائلا بجفاء

"لما السؤال؟"

أجابته السيدة بتردد أكبر

"دون انفعال.. ستجد أمامك أنبوب غاز في مدخل البناية وهو يخصني, طالما أنك ستصعد في كل الأحوال لما لا تحمله معك و أنا سأعطيك مبلغا يرضيك"

التفت خاطر برأسه ناظرا الى الانبوب المقصود ثم تكلم بسخرية سائلا

"أنت تمزحين أليس كذلك؟ هل هذه مؤامرة لاستفزازي كي أفقد عملي؟"

ردت السيدة بحرج

"حسنا ليس عليك سوى الرفض بتهذيب أنا فقط لا أجد من يحملها لي و أخشى أن يسقطها أحدهم"

أجابها خاطر زافرا بقوة

"رجاءا سيدتي أنا متأخر بما فيه الكفاية, سأصعد إليك على الفور ملتزما بعملي لا بأعمال حارس بنايتكم.. سلام"

ثم أغلق الخط بفظاظة دون انتظار ردا منها و استدار ينوي صعود السلم لكنه حين فعل وجد رجلا متقدما في العمر يرتدي جلبابا يجلس بجوار الأنبوب بأريحية مفاجئة و كأن الأرض قد انشقت و أظهرته فجأة وهو يرتشف من كوب شاي زجاجي

رمقه خاطر بعصبية عاقدا حاجبيه ثم سأله

"هل أنت حارس البناية؟"

أوما الرجل بوجهه قائلا ببشاشة

"نعم.. تفضل شاي"

هز خاطر رأسه وهو يضغط أسنانه بغيظ ثم سأله بخشونة

"شكرا يا حاج لدي طرد للسيدة مشيرة في الطابق الرابع عشر.. هل أصعد؟"

أجابه الرجل ملوحا بكفه و كأنه يدعوه لزيارة اجتماعية ودية

"نعم.. حرم المرحوم مختار اصعد يا أستاذ"

ظل خاطر عاقدا حاجبيه, ثم سأل بجفاء

"هل هي أرملة؟"

ضحك الرجل مجيبا ببساطة

"أقول لك حرم المرحوم فهل أخذ عطلة للعالم الآخر وسيعود مثلا؟"

زم خاطر شفتيه وهو يرى المؤامرة الكونية الواضحة التي تستفزه هذا النهار كي تنهار البقية الباقية من سيطرته على نفسه فيفقد عمله الا أنه تمالك أعصابه و سأل بنفاذ صبر

"اذن لماذا لا تحمل لها الأنبوب؟"

أجابه الرجل قائلا بنفس البساطة المستفزة

"السيدة مشيرة منعتني من حمل شيء ثقيل و الصعود اليها نظرا لعمري لذا ننتظر حتى تعود الكهرباء, الا أنها أحيانا تتأخر"

رواية (ما حاك في القلب خاطر)  للكاتبة: تميمة نبيل~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن