اقترب وقت الانصراف و كأن في اليوم مئات الساعات كانت تعد كل دقيقة كي تنهي مناوبتها و تنصرف، وكل هذا بسببهأظلمت عينا درة و هي تخدش بأظافرها فوق السطح الرخامي بغضب، لن يتغير الدنيء مطلقا
كان قد مر عام على طلاقها وظنته تخلى عن فكرة ملاحقتها بعد زواجها ثم طلاقها و ارتاحت لذلك، لكنها كانت مخطئة لن يتركها الا بعد أن تصبح اللعبة ملكه, حتى ولو امتلكها غيره قبلا!!
همست بفحیح قاتم
"في أحلامك يا قاسم"
نظرت الى ساعة معصمها مجددا زافرة بقوة, ما بالها العقارب لا تتحرك و اليوم لا يمر ! هل تعاون مع دقائق الزمن كي يزيدا من مساحة وجوده في حياتها قسرا
وإن مر اليوم وانتهى, فماذا عن الأيام المقبلة؟!
رفعت وجهها بملامح محتدة و هي تتذكره بداية اليوم وما انتهى إليه، فأخذت نفسا مرتجفا بينما العينين قاسيتين کارهتين
وصلها اتصال من إحدى الغرف وما إن عرفت الرقم حتى تحولت القسوة في عينيها الى غضب غير مسيطر عليه الا أنها وضعت السماعة على أذنها مرددة العبارة الرسمية المختصرة
فوصلها الصوت الساخر الذي تحفظه عن ظهر قلب
أريدك في غرفتي حالا
أغمضت درة عينيها و هي تحاول جاهدة التزام الهدوء حفاظا على وظيفتها بعد تحذير مديرها المباشر فأخذت نفسا طويلا قبل أن تبتسم ببرود قائلة بنبرة شديدة الرسمية والتحفظ
"أمامك على الطاولة بجوار الهاتف رقم خدمة الغرف تستطيع إبلاغهم بما تحتاج سيدي"
صوت ضحكة عالية فجرت أذنيها فجعلتها تغمض عينيها بقوة و تقسو شفتيها بينما صدرها يعلو ويهبط بسرعة و توتر و انتظرت بقوة إرادة تستحق الشكر عليها حتى انتهت تلك الضحكة العالية السمجة بالتدريج إلى أن ساد الصمت بينهما تماما فتشنجت كل عضلة في جسدها الى أن تكلم بصوت جاد لم يحمل أي أثر من المرح الذي سبق
"لطيفة كلمة سيدي منك للمرة الأولى أسمع بها نبرة التهذيب في صوتك لطالما كنت عديمة التربية, ناكرة الجميل"
عضت على شفتها السفلى بقوة كادت أن تدميها و لم يمنحها الغضب المتفاعل بداخلها من التزام السيطرة أكثر فقالت من بين أسنانها ببطء شديد, مشددة على كل حرف
"التهذيب لمن يستحقه سيدي"
عادت ضحكته مجددا الا أنها كانت ضحكة قصيرة خشنة شديدة الجفاء ثم قال ببرود حاقد
"هل صدقت وجهة نظري الآن ! عديمة التربية، ترى هل يتم تسجيل تلك المكالمات؟"
سحبت درة نفسا عميقا حتى كادت أزرار قميصها الرسمي أن تتفجر من مكانها تشاركها بركان الغضب
أنت تقرأ
رواية (ما حاك في القلب خاطر) للكاتبة: تميمة نبيل~
ChickLitأنا لست متشائمة .. لست سوداوية النظرة .. أنا فقط مؤمنة أن لكل انسان ثمن ... تشدقك المضني بأنك لست للبيع , لا يعني أن أخلاق الفرسان تتوجك بل أنت لم تجد العرض المناسب بعد , أو الأسوأ ..... أنك لم تتلقى عروضا من الأساس لذلك أنت غاضب تهتف بعباراتٍ لا تص...