«تسكنه بذرة صالحة ... و أخرى طالحة ، نبات كلا منهما يتشعب بداخله ، ينبت زهرا أبيض يرويه لأعين الناظرين ... و ثمرا في مرارة العلقم يحفظه لصاحب النصيب ، بات الجميع يرى منه الزهر الأبيض أما مرارة الثمار ، فلم يتذوقها الا من اخترق حواجزه»بهذا المقطع ... ختم ما كان يكتب ، فتمطى مرجعا ذراعيه خلف رأسه يرتاح قليلا بعد جلسة طويلة ثم نهض من مكانه ، في يده هاتفه ... و في اليد الأخرى المتبقي من قهوة قاربت على البرودة . وقف عامر أمام نافذة غرفته يراقب المنظر القائم المفتوح أمامه على امتداد النظر ... بملامح هادئة ثابته ، ثم حانت منه نظرة الى شاشة هاتفه وهو يرتشف من قهوته فكان أول ما وقعت عليه عيناه هو منشور منها كان منشورا بقلمها هي ... يشك في أن تكون قد شاركته من أحد غيرها بل هي من كتبت
*للتنازل درجات لم يتخيل المرء مطلقا أن يهبطها أن تكون عاجزا ، مستضعفا ، لتقدم على أكثر ما قد تعافه نفسك لهو الأكثر ألما بعد آلام الولادة*
ضيق عامر عينيه وهو يقرأ منشورها الحزين مرة بعد مرة ... قبل أن يمد إصبعه ليضغط
•زر الإعجاب•
قاطع شروده صوت باب غرفته يفتح فتنهد قائلا بجفاء
"أحتاج للراحة الآن يا دكتور علام ... فلا طاقة لي بمزيد من الجدل لن يجدي نفعا ، استسلم يا رجل"
لكن مع نهاية أحرف كلماته ، استطاع أن يشتم العطر الأنثوي الراقي الذي اعتاده لسنوات فأغمض عينيه فوق ملامح جامدة كالحجر أخذا نفسا عميقا ملأ به صدره قبل أن ينطق بصوت جامد
"اخرجي من حيث أتيت و اغلقي الباب خلفك"
لكنها لم تمتثل ... بل تابعت الاقتراب منه حتى استطاع الشعور بها واقفة خلف ظهره مباشرة ... يكاد يستشعر ابتسامتها الراقية الأنيقة تكاد أن تحرق قميصه و تخترق بشرة ظهره كالحمض القاتل ... ثم تكلمت أخيرا قائلة بهدوء
"اعتبرني ضيفة على الأقل ... فهلا أكرمتني في غرفة سبق و تشاركناها سويا"
وضع عامر هاتفه فوق حاجز النافذة الداخلي قبل أن يستدير بسرعة خاطفة جعلت بهدوء ... المتبقي من القهوة في فنجانه تتطاير متناثرة و مراقة فوق قميصه و قميصها الحريري لكن لم يكن هذا هو السبب في صدمتها ... بل الصفعة التي هبطت على وجهها بقوة قبل حتى أن تلمح كفه ترتفع !! .....
تراجعت نيجار للخلف بضعة خطوات متعثرة .... واسعة العينين حد الذهول ، وجنتها قد احمرت على الفور و فمها فاغر بصدمة بينما كانت ملامح عامر جامدة لدرجة مخيفة وكان شخص غيره هو من انفعل للتو و صفعها ...ثم تكلم أخيرا قائلا بصوت هادئ
"للزيارة أصول ... أولها أن يكون الضيف مسموح له بدخول المكان و أنا سبق و حذرتك"
ساد صمت مشحون بينهما ... زاد قتامته سكون الليل من حولهما، و كلا منهما ينظر للآخر، حتى بدأت ابتسامة ساخرة تعلو شفتيها كما ارتفعت يدها تتلمس مكان الصفعة الحارق، دون أن يلامس المرح أو التسلية نظرات عينيها القاسية و هي تقول بهدوء
أنت تقرأ
رواية (ما حاك في القلب خاطر) للكاتبة: تميمة نبيل~
ChickLitأنا لست متشائمة .. لست سوداوية النظرة .. أنا فقط مؤمنة أن لكل انسان ثمن ... تشدقك المضني بأنك لست للبيع , لا يعني أن أخلاق الفرسان تتوجك بل أنت لم تجد العرض المناسب بعد , أو الأسوأ ..... أنك لم تتلقى عروضا من الأساس لذلك أنت غاضب تهتف بعباراتٍ لا تص...