كان قراره ألا يخبر نعمات عما رآه من خسة ابنها، و عقد العزم على أن يتعمد كل مرة بث الأمل في نفسها مع وعد جديد في أن يحاول إيجاد رقم هاتفه والوصول إليه, و يظل هكذا الى أن يحين الأجل
على الأقل سترحل حاملة نصيبا من اسم الدار التي تأويها الأمل
لكن اتصالا مفاجئا من الدار, جعلته يتجه اليها اليوم حيث أخبرته المديرة أن نعمات تود رؤيته الأمر هام
حيث كان قد ترك لهم رقم هاتفه, تحسبا لأي طارئ أو ربما لو حان الأجل, فليكن متواجدا على الأقل
وهذه هي المرة الأولى التي تطلب منه نعمات القدوم ترى هل هي مريضة؟ هل هي.؟
اتجه خاطر مباشرة الى غرفة نعمات التي كانت مفتوحة الباب لكن وقبل أن يدخل توقف فجأة رافعا حاجبيه وهو يراها تجلس مكانها في كرسيها بجوار النافذة كما اعتاد رؤيتها لكن هذه المرة كان هناك شيئا مختلفا
كانت تضحك بقوة و تسعل مع كل ضحكة و على ما يبدو أن سبب هذا الضحك و السعال هو ذاك النمس الجالس أمامها
رجل يماثلها عمراً أو أكبر. يقص عليها بعض النكات ضاحكا . .. فتضحك كل مرة أكثر وتسعل كل مرة أقوى
ارتفعت زاوية شفتي خاطر وهو يكتف ذراعيه مستندا بكتفه للباب مراقبا ما يحدث بينما قالت نعمات من بين ضحكاتها المتعثرة
"أسعدك الله يا عبد المهيمن . منذ عصور لم أضحك بهذا القدر"
تكلم الرجل بصوت مرهق لكنه لم يفقد نبرة العبث و الضحك على مدى أجيال
"وأنا لم أضحك أحدا هكذا منذ عصور أيضا آخر نكتة قمت بإلقائها كانت في صيف عام ألف تسعمائة اثنان وستون"
عادت نعمات لتغطي وجهها بكفيها المتعرقين و هي تضحك بشدة حتى خشى خاطر أن تزهق أنفاسها و يفقدها ضحية نكتة بإصدار جديد بعد خمسين عام من إلقائها أول مرة
حين يئس من أن يفطن أيا منهم لوجوده تنحنح قائلا بمكر
"الله الله الله، أرى أن هناك من احتل مقعدي!"
انتبهت نعمات لوجوده فالتفتت هاتفة بسعادة
"خاطر أتيت يا حبيبي؟"
رفع أحد حاجبيه مجيبا بنبرة ذات مغزى
"كما تشائين. يمكنني ألا أكون قد أتيت بعد, لو كان وجودي يعد تطفلا في هذه اللحظة البديعة؟!"
ضحكت نعمات و هي تلوح بكفها
"كفى سخافة و تعال يا ولد لتسلم على عمك الأستاذ عبد المهيمن"
مالت ابتسامة خاطر تسلية وهو لا يعرف هل عليه أن يضحك أم يغضب
حين وصله اتصال من الدار للمرة الأولى يطلبون قدومه ظن أنها الساعات الأخيرة في حياة نعمات
أنت تقرأ
رواية (ما حاك في القلب خاطر) للكاتبة: تميمة نبيل~
ChickLitأنا لست متشائمة .. لست سوداوية النظرة .. أنا فقط مؤمنة أن لكل انسان ثمن ... تشدقك المضني بأنك لست للبيع , لا يعني أن أخلاق الفرسان تتوجك بل أنت لم تجد العرض المناسب بعد , أو الأسوأ ..... أنك لم تتلقى عروضا من الأساس لذلك أنت غاضب تهتف بعباراتٍ لا تص...