خرجت سلوان من المطبخ الصغير حاملة صينية عليها كوبين من الشاي الساخن و هي تنظر الى روان التي تجلس فوق ركبتي سيدة تضاحكها و تلاعبها فتصنعت الابتسامة قائلة برقة"لقد افتقدتك روان جدا يا عمتي"
رفعت المرأة وجهها عن الطفلة ناظرة الى سلوان التي جلست واضعة الصينية فوق طاولة صغيرة ثم قالت بعتاب
"وأنا أيضا افتقدتها .... منذ متى لم تأت بها الزيارة جدتها يا سلوان ؟! ... أهذه هي الأصول التي تربيت عليها يا ابنة الأصول ؟!"
ردت سلوان أسفة متنهدة
"الحق كل الحق معك يا عمتي والله لو تعرفين الحال الذي أمر به ، لم أكن لأترك الشقة مطلقا خوفا من ضرتي أن تضع يدها عليها و تغير قفل الباب ..... والله يا عمتي حالنا يشفق عليه الغريب قبل القريب"
نظرت إليها حماتها بعينين ثاقبتين ثم سألتها مباشرة
"بالمناسبة ... كيف تتصرفين مع ضرتك الآن؟!"
ارتشفت سلوان رشفة من كوب الشاي ثم قالت مختصرة دون تفاصيل
"استطعنا عقد تسوية ... حفاظا على مصلحة البنتين"
الا أن حماتها سألت بحدة
" الشقة ... ماذا عن شقة ولدي ؟؟؟ ألا زالت تلك التعيسة تمتلكها ؟!"
أرادت سلوان إخبار حماتها عن تسجيل نصف الشقة باسمها الا أنها و لسبب ما آثرت الصمت لذا قالت بكلمات مبهمة
"أنا و هي نقطن في الشقة نحاول التأقلم ..... تعرفين بعد سفر حسین و تركنا على هذا الحال أصبح علينا التصرف"
تنهدت حماتها و هي تقول مكلمة نفسها بأسى
"حسرة عليك يا ولدي ضاع شقى عمرك و الشقة التي تملكها .... تتقاتل عليها اثنتان بينما أنت خارج الحسبة ، هاربا من بلدك ... لا أعلم إن؛ كنت جائعا ، محتاجا"
زمت سلوان شفتيها و قالت محاولة التزام اللطف
"أنا لست غريبة يا عمتي . أنا أم طفلتيه أم حفيدتيك ، أي أنني حين أقطن الشقة لا يعد هذا ضياعا بالكامل"
مطت حماتها شفتيها و هي ترمقها بطرف عينيها قائلة
"وماذا استفاد ابني من بقائك فيها ..... ألم يكن من الأصول أن تباع الشقة ليسدد بها جزءا من دیونه و تأتين أنت والبنتين للسكن معي؟!! ... كله من مال ابني"
حمدت سلوان ربها أنها لم تذكر شيئا عن نصف الشقة المسجل باسمها فقالت بتحسر زائف و نبرة مسكنة
"ما ذنبي إن كان قد سجلها باسم ضرتي يا عمتي سامحه الله و عفا عنه .... أنا عن نفسي فقد سامحته"
هتفت حماتها بغيظ
"أما أنا فلا أسامحك ... و الذنب ذنبك بالطبع ، ذنب من يكون غيرك ؟!"
أنت تقرأ
رواية (ما حاك في القلب خاطر) للكاتبة: تميمة نبيل~
ChickLitأنا لست متشائمة .. لست سوداوية النظرة .. أنا فقط مؤمنة أن لكل انسان ثمن ... تشدقك المضني بأنك لست للبيع , لا يعني أن أخلاق الفرسان تتوجك بل أنت لم تجد العرض المناسب بعد , أو الأسوأ ..... أنك لم تتلقى عروضا من الأساس لذلك أنت غاضب تهتف بعباراتٍ لا تص...