كان سعيد ينهي كلامه مع زبونة و عيناه على خاطر الذي يقف في زاوية متجره الصغير .... يتلاعب ببعض أغلفة الهواتف المحمولة متجهم الملامح شاردا ... و ما أن خرجت حتى اقترب منه سعيد و انحنى ليستند بذراعيه على منضدة العرض الزجاجية بينهما يراقبه عن كثب بحاجب خبير مرتفع ... بينما لم يشعر خاطر باقترابه حتى سعل سعيد بصوت عال مما جعل خاطر ينتفض بقوة مجفلا ثم هتف بحنق"تبا يا سعيد ضع يدك على فمك أو اسعل بعيدا متى اقتربت كهذا؟!"
ظل حاجب سعيد مرتفعا وهو ينظر الى خاطر بدئا من عينيه المتهربتين الحانقتين ... و حتى أخمص أصابع قدميه ... ثم قال سعيد أخيرا متشككا
"متى اقتربت كهذا؟!! .... منذ وعدتني و هجرتني يا قاسي و أنا لا أنفك أقترب منك أكثر... ماذا بك يا خاطر؟! ألق بما في جوفك فأنت تريد السؤال عن شيء ما و تبدو خجلا"
ازداد انعقاد خاطر وهو يلقي بأحد أغلفة الهواتف بعيدا زافرا ... فتبعها سعيد بعينيه ، ثم أعادهما الى خاطر مدققا وهو يتابع
"يبدو أنها معضلة كبرى"
رمقه خاطر بنظرة متضايقة ، ثم قال على مضض متنازلا
"ليست معضلة تماما ..... إنما"
لكن و قبل أن يتابع كلامه ، قاطعه سعيد و عينيه على باب المتجر قائلا
"لحظة واحدة يا صديقي ... هناك زبونة ، سأرى ما تريد ثم أسمع كل ما تريد قوله"
زفر خاطر مجددا وهو يراقب صديقه يقترب من فتاة ترتدي بنطال من الجينز عبارة عن أرداف نمت لها ساقان
هذا هو التفسير العلمي و المنطقي الوحيد الذي يوضح كيفية دخول مثل هذا البنطال بها!! ....
ضاقت عينا خاطر وهو يتأملها تتجول في المكان الذي لا تتعدى مساحته عن مترين في ثلاث أمتار كيف ارتدته بالفعل؟!
لم ينظر لها بإعجاب أو تحرش بصري ... بل كان يتساءل بمنتهى الموضوعية و الحيرة!!
اقتربت الفتاة و هي تخاطب سعيد وهو يسير بمحاذاتها خلف منضدة العرض ... و الابتسامة الحمقاء تعلو وجهه من الأذن حتى الأذن الأخرى يجيبها بكل احترام و كأنها أتت تناقشه في بحث علمي بحث و ما أن وقفا بجوار خاطر حتى سمعها فازدادت حيرته أكثر ... فارتفع حاجباه بدهشة
تتكلم بلغة أطفال!! .... تجعل السين ثاء .... والقاف كاف .... و الزاي ذال!!!! ... بخلاف نبرة الصوت التي تشبه نبرات عرائس الجوارب في حفلات رياض الأطفال!!!
تكلمت الفتاة و هي تتمايل ذات اليمين و اليسار بهذا البنطال ذو الأرداف و كأنه يباع بها
"أريد غطاء لهاتفي من السيليكون يكون مرحا وعليه شخصية كارتونية ... ماذا لديك؟!"
أخرج لها سعيد من منضدة العرض عدة أغطية عرضها أمامها دون أن تفارق الابتسامة البلهاء شفتيه
أنت تقرأ
رواية (ما حاك في القلب خاطر) للكاتبة: تميمة نبيل~
ChickLitأنا لست متشائمة .. لست سوداوية النظرة .. أنا فقط مؤمنة أن لكل انسان ثمن ... تشدقك المضني بأنك لست للبيع , لا يعني أن أخلاق الفرسان تتوجك بل أنت لم تجد العرض المناسب بعد , أو الأسوأ ..... أنك لم تتلقى عروضا من الأساس لذلك أنت غاضب تهتف بعباراتٍ لا تص...