لم ترد سلوان بل نظرت الى كفيها المتشابكين فوق ساقيها بوهن مما جعل يارا تقترب منها حتى جلست بجوارها على السرير و شبكت أصابعها في حركة تشبهها تماما ثم قالت هامسة
ل"و كلامي معها يؤلمك لن أكلمها مجددا و لو أردت أن أعود لأعاملها بطريقة فظة كما اتفقنا فسأفعل لا تحزني أنا فقط أريد اخبارك أن خطة معاملتها بسوء لن تنجح في إخراجها من البيت لا أحد يخرج من بيته لأن جيرانه يعاملونه بسوء"
نظرت اليها سلوان بصدمة صامتة ممتقعة و هي تسألها بصوت میت
"بيته أصبح بيتها و نحن الجيران؟"
أخفضت يارا وجهها و قالت بقنوط
"أبي هو من قرر هذا.. الذنب ذنبه هو"
حين ساد الصمت بينهما تجرأت يارا على النظر الى أمها بطرف عينيها ثم همست بتعب
"هل أنت غاضبة مني يا أمي؟"
عضت سلوان على شفتيها للحظة و هي ترفع وجهها لأعلى رامشة بعينيها كي لا تبكي أمام ابنتها ثم قالت بصوت متحشرج حازم
"اذهبي لتناول فطورك هيا و انسي ما قلته, كنت منفعلة قليلا فحسب"
ظلت يارا بجوار أمها للحظات ثم همست بقنوط و هي تنهض من مكانها قائلة
"سأدخل الحمام ثم أتناول فطوري ، لقد اقترب موعد حافلة المدرسة"
قبل أن تخرج يارا من غرفتها نادتها سلوان سائلة بقوة
"فيما تقضين وقتك على الحاسوب يا يارا؟"
التفتت يارا إليها و هزت كتفها و هي تقول
"مواقع التواصل والمشاهير عليها.. حاليا هناك شخص أنا معجبة به و..."
نهضت سلوان فزعة و هي تضرب صدرها هاتفة
"شخص معجبة به؟!"
ضربت يارا على فمها عدة مرات و هي تهتف مسرعة
"ماذا فهمت يا أمي؟! إنه رجل كبير في سن أبي أقسم بالله يكتب منشورات تعجب النساء جميعا. إنه رجل مشهور على موقع التواصل يكتب روايات و منشورات و أنا أتابعه فقط مثل آلاف من النساء"
ظلت سلوان تنظر اليها لاهثة غير مطمئنة ثم قالت أخيرا بعصبية و هي تلوح بكفها
"اذهبي هيا و أيقظي شقيقتك عند خروجك من الحمام"
أومأت يارا صامتة ثم خرجت بينما ظلت سلوان مكانها واقفة تفرك عظمة صدرها بكفها غير قادرة على تحمل الظلم الذي تعيشه أكثر من هذا.. كيف يجب عليها أن توفر بيت هادئ لطفلتيها و هي تشعر بكل هذا القدر من التعاسة و الظلم؟! ... كيف يجب عليها أن تكون جبلا بينما أقل كلمة حاليا تهزمها؟
نظرت سلوان الى صورتها في المرآة و همست بوجع
"تركتنا ضرتين في البيت و هربت.. كلما كررت هذا الواقع بصوت مسموع أرغب في الضحك عاليا، لكن الألم أكبر من قدرتي عليه لقد ضحك على وضعنا الجميع حسبي الله و نعم الوكيل حسبي الله و نعم الوكيل"
أنت تقرأ
رواية (ما حاك في القلب خاطر) للكاتبة: تميمة نبيل~
ChickLitأنا لست متشائمة .. لست سوداوية النظرة .. أنا فقط مؤمنة أن لكل انسان ثمن ... تشدقك المضني بأنك لست للبيع , لا يعني أن أخلاق الفرسان تتوجك بل أنت لم تجد العرض المناسب بعد , أو الأسوأ ..... أنك لم تتلقى عروضا من الأساس لذلك أنت غاضب تهتف بعباراتٍ لا تص...