حين رفعت مديرة الدار وجهها لترى خاطر الذي دخل بعد أن طرق الباب, ارتفع حاجباها بدهشة و هي تقول مبتسمة
"خاطر! لم أتخيل أن تأت بمثل هذه السرعة ! ألم تكن هنا بالأمس؟"
لم يبتسم خاطر بل أجابها بخشونة فظة غير مقصودة
"أتبخلين على نعمات ببضع زيارات إضافية قبل أن يتم طردها من الدار؟"
لم تهتز لجفائه بل ظلت محتفظة بابتسامتها الرزينة و هي تقول بلطف
"ربما كان قلبك دليلك.. إذن فهناك خبر سعيد"
انعقد حاجبيه غير متفائلا بلفظ سعيد تحديدا فحين تقترن البشرى باسم صديقه تكون النتيجة كارثية, فصمت منتظرا الخبر السعيد دون كلمات مما جعلها تقول بسعادة
"هناك من تكفل بإقامة نعمات هنا في الدار شهريا و لن تغادر"
اتسعت عينا خاطر بدهشة حقيقية وهو يقول بصوت أجوف غير مصدق
"حقا! بهذه السرعة؟! لكن كيف؟"
أجابته ببساطة و تعاطف
"ألم أخبرك أن قلبك دليلك يا خاطر.. شاء الله أن يجبر بخاطرك جزاء لما سبق و أقدمت عليه من جبر الخواطر هنا يا عزيزي"
بدا خاطر غير مستوعبا ثم سأل بتردد
"لكن من الذي تكفل بإقامتها؟"
ردت مديرة الدار ببساطة و كأنه الرد الأكثر من كافي
"فاعل خير"
لم يرضه هذا الجواب مطلقا فسأل مجددا بنبرة أعلى
"من يكون؟"
ارتفع حاجباها دون أن تفقد ابتسامتها مجيبة ببساطة و كأنها تتفاهم مع طفل صغير
"فاعل خير يا خاطر.. لا يمكننا ذكر اسمه"
زم خاطر شفتيه وهو يضع كفيه في خصره المتشنج بتصلب ثم سألها مضيقا عينيه
"أهي الشابة التي أتت لزيارتها بالأمس؟"
أجابت المديرة ببراءة تثير الغضب
"أي شابة يا خاطر؟!"
زفر خاطر نفسا طويلا ساخنا وهو يرفع رأسه لأعلى مخاطبا السقف
"يا الله يا ولي الصابرين"
ثم أعاد وجهه إليها قائلا بنبرة أشبه برجاء خشن
"من كانت الشابة التي أتت بالأمس وزارت نعمات؟ أريد فقط معرفة اسمها, لا أظنه سراً"
أمالت مديرة الدار وجهها و قالت بحيرة
"لا نفصح عن هوية الزائرين خاطر"
هتف سائلا بلهفة و حنق
"لماذا؟ ما السر في الأمر؟"
أجفلت المديرة من عنف نبرته فسألته بتوجس و ارتياب
"ولماذا تريد معرفة هويتها؟ ماذا تريد منها؟"
أنت تقرأ
رواية (ما حاك في القلب خاطر) للكاتبة: تميمة نبيل~
ChickLitأنا لست متشائمة .. لست سوداوية النظرة .. أنا فقط مؤمنة أن لكل انسان ثمن ... تشدقك المضني بأنك لست للبيع , لا يعني أن أخلاق الفرسان تتوجك بل أنت لم تجد العرض المناسب بعد , أو الأسوأ ..... أنك لم تتلقى عروضا من الأساس لذلك أنت غاضب تهتف بعباراتٍ لا تص...