❞العالم يبدو بخير، فلِمَ إذن أشعر أنه ينهار بداخلي؟!❝
١٠✍
إينفييرنو...
ساعة الغروبحطَّ طائر يوفون صغير على حافة النافذة، و صدحت حنجرته بألحان عذبة، كأنه كان يضع خاتمة لسيمفونياته في ذلك النهار، و يودع الفتاة المستلقية على السرير بلا حراك.
إستطاعت لونا أن تلتقط تلك الألحان التي بدت بعيدة، و أن تلتقط أيضا رائحة شهية كانت أقوى من أن تقاومها، أدركت أنها تتضور جوعًا، فجاهدت لترفع يديها رغم شعورها بالخدر في أطرافها، حتى نجحت في بلوغ وجهها و تحسسه، فغدت تفركُ عينيها الناعستين بأصابع لا يزال يثقلها التعب، شعرت كما لو أنها ركضت لزمن طويل دون توقف!
عبرت ذاكرتها أطياف ما حدث قبل ساعات، كانت تقف عند تلك الشجرة، و كان ديابلو ينظر إليها بحدة، كلا! لم يكن ينظر إليها هي! إنما إلى الأفعى السوداء التي إتضح أنها تتربَّص بها، و لولا تصويب خنجره الدقيق، لما كانت الآن على قيد الحياة!
تُرى... كم مرة سينقذها هذا الرجل؟
ظلت في البداية مستلقية تتفرس في المروحية المعلقة بالسقف، قبل أن تصبح الرائحة الشهية أقوى من ذي قبل، أسالت لعابها، فإستوت جالسة بين السرير و اللحاف اللطيف الذي كان يغطيها، أبعدته بيد مرتجفة، و إستعانت بالأخرى لتدفع نفسها عن السرير، و تضع قدميها في الخفين الزهريين الذين كانا هدية من زوجها، ثم سارت مترنحة حتى الباب، و من هناك أخذت طريقها صوب بقية أجزاء البيت باحثة عنه، و ما إن بلغت المطبخ، حتى ألفته هناك يدندن لحنه المفضل، إزدردت لونا ريقها بإضطراب، إنه متجرد من قميصه، و بسروال أسود قصير، ظهره لها، و يداه القويتان منشغلتان بتقليب شيء ما في قدر الطهي، شعرت أن أعماقها تتقلب كذلك، حاولت ألا تنظر لجسده المصقول، لكنها فشلت، و عيناها تمردتا و عاندتا، حتى أنها حفظت تفاصيله، بينما هو غافل عن وجودها على باب المطبخ، و إطمأنت لونا نسبيا لذلك، فهذا على الأقل سيجنبها الحرج، لكنه كان قد كشف أمرها بسبب إنعكاسها على زجاج النافذة التي أمامه، و علق دون أن يلتفت:
أنت تقرأ
عروس ديابلو|𝕯𝖎𝖆𝖇𝖑𝖔'𝖘 𝕭𝖗𝖎𝖉𝖊
Romansتقرِّرُ لونا الفرار من رجل لا تريده، فتسافر لأبعد مكان كي تنجو من زواج قسري، لكنها تختطف من قبل عصابة غجرية، و تقدم كهدية لأوسم رجل كولومبي و أشدهم غموضا و عبثا مع النساء، و بما أن ديابلو قد امتلكها كزوجة و خليلة حسب قانون الغجر، فهل يمكن للونا كفتا...