الفصل 18|أحمر فاني!

24.1K 909 775
                                    

إرتدي أثوابَكِ كلها ساعةً...
و إرتدي جسدي لبقية الساعاتِ
فأنتِ جميلةٌ بين الأثواب...
لكنكِ أجمل بين أحضاني!❝

١٨✍

طريق جيراردوت| خارج بوغوتا بحوالي مئة كيلومتر...
الثالثة عصرًا

السيارة تمخرُ عباب الطريق المُعبَّدة، و خصلات شعر لونا تتختَّل فوق مسند كرسيها تارة، و تنهار على كتفيها ٱخرى. كانت قد أفاقت من غفوتها القصيرة و أصغت لزوجها و هو يجيب إتصالا ما باهتمام، بينما عيناها الزرقاوان تتلونان بخضرة المزارع المحيطة بحانبي الطريق:

"ديابلو يتكلم!".

أنزلت لونا زجاج نافذتها مغمضة العينين تتنشَّق عطور الزعفران و القرنفل و الكمثري المزروعة في تلك المنطقة بكثرة، في حين تابع ديابلو ردوده بحماس جذب اهتمامها:

"حقا؟ عظيم! لا مانع لدي! سنكون هناك في غضون دقائق!".

أعاد الهاتف إلى جيبه عقِبَ إغلاقه الخط، و صب جام اهتمامه على فاتنته الشقراء مجيبا الفضول الذي غزا عينيها:

"يبدو أن السماء ستضع لشهر عسلنا نهاية مميزة لم نخطط لها!".

ارتسمت على شفتيها إبتسامة شوق، و هزت رأسها حيرى تطلب مزيدًا من التفسير، فسحبها بخفة نحوه كي تسند رأسها على صدره، محيطًا كتفيها بذراعه، مبقيًا يده الأخرى على عجلة القيادة، و بحنان دافق قبل رأسها المتوج بالفضة مردفًا:

"سأدعُ هذا مفاجأةً لكِ!".

تمسكت لونا بخصره بكلتا ذراعيها، تغمض عينيها، فاستطرد و في صوته رنة جميلة:

"أتعلمين أمرًا؟".

"ماذا؟".

"مع ٱنثى مثلك... أعتقدُ أن شهر العسل قد يتمدَّدُ ليسع العمر كله!".

كانا قد قضيا في منتجع لاماروخا بالجنوب أسبوعين كاملين كما خطط ديابلو، و انقضت بهما تلك الأيام غارقين في سعادة خيالية، ليشدا رحالهما و يقفلا راجعين لبيتهما في إينفييرنو، لكن عقِب تلك المكالمة الهاتفية المجهولة بالنسبة لها... ها هما بعد لحظات قصيرة يتوقفان أمام مزرعة شاسعة تضم عددًا كبيرًا من حقول الفاكهة!

طاف رأس لونا فوق كتفيها يتبع شذى الروائح العابقة من حنايا الأرض، و بينما أقبل إليهما حارس أسمر ودود إسمه تشوتو ليستخرج الحقائب من صندوق السيارة قائلاً بابتسامة واسعة:

"مرحبا سينيور!".

نظر إلى زوجته الشقراء مضيفًا:

"سينيورا! السينيور فورتونا بإنتظاركما على أحرّ الشوق!".

عروس ديابلو|𝕯𝖎𝖆𝖇𝖑𝖔'𝖘 𝕭𝖗𝖎𝖉𝖊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن