❞في حرمِ شفاهها... كل شيء مُستساغ!❝
٨✍
(إينفييرنو)
أمضت لونا ما بعد الظهيرة مستلقية على الأريكة بسبب إصابة قدمها، تحظى برعاية ملوكيَّة أدهشتها، لم تكن إصابتها بذلك الجرح الخطير، لكن ديابلو ألحَّ على عدم السير بها حتى تشفى تماما، و بالغ في تطهير الجرح و تغيير الضماد كل خمس دقائق، و ربما راق له أن يجتهد في تدليلها فيمحو نظرتها السوداء نحوه، و يخمد نية الهرب في عقلها، لكن ما طمأنها حقا لمساته الخالية من أي شهوة كانت تتوقعها، كان يعالجها كما لو أن لا شيء بها يفتنه، و الغريب أن الغزل في الوقت نفسه لم يكن يبرحُ عينيه، و هكذا مرَّ الوقت طروبًا بين عيونه المغازلة... و لمساته النبيلة!
غاب في المطبخ للحظات قصيرة، أعد خلالها وجبة شهيَّة أسالت رائحتها لعاب لونا، لكن ما جعل أعطافها ترتعش حقا هو حمله لها بمراعاة شديدة إلى غاية مقعدها حول طاولة الطعام في المطبخ، ثم جلوسه قربها بل و لصيقًا بها بشكل حبس أنفاسها، ليباشر إطعامها بنفسه!
"الإصابة في قدمي... لا يدي!".
علقت بسخرية، فجاءها ردُّه المرح على الفور:
"لولان، استسلمي للدَّلال و لو لمرَّةٍ واحدة دون مناقشة!".
نجحت عبارته في جعلها تبتلع لسانها، فنكست رأسها و لاحظت أنه وضع صحنًا مشتركًا لهما معا عكس المرة الفارطة، لكنه كان يحتفظ لنفسه بآخر صغير يحوي صلصة حمراء بدت شهية، باعدت بين شفتيها حتى تتذوق من يده ما أعدَّه، و أنفقت ثوانٍ معدوداتٍ في المضغ بصمت، قبل أن تستلذَّ الطعم و تستفسر بإعجاب جلي:
"أي نوع من الأطباق هذا؟".
أرجع الشوكة الفارغة إلى الصحن مجيبًا و على ثغره إبتسامته اللامعة:
"ما دمتِ تسألين... فهذا يعني أن الوجبة راقت لكِ كثيرًا!".
تمهلت قليلاً قبل أن تومئ بالإيجاب، فتابع هو مسافرًا إلى فمها بالشوكة التي تعلقت بنهايتها قطعة موزٍ صغيرة غارقة في رغو الزبدة المُملحة:
"باتاكونز'¹'... أو موز الجنة كما يسميه آخرون! من الجيد أن الموز ينمو بوفرة في إينفييرنو، لكن تتبيلات الوجبة و زبدتها المُملحة الخاصة لا يمكن إيجادها إلا في أسواق بوغوتا".
"هذا يعني أنك تسوقتَ صباح اليوم في العاصمة!".
هزَّ رأسه ببطء مؤكدًا صحة تخمينها، بينما يغدق على نفسه بقطعة موز كان قد أغرقها في صلصته الخاصة، فأرادت لونا تقليده لأنها اشتهت ذلك، إسبانيا بلد الصلصات أيضا، لكنها تاقت لتجربة الصلصة الكولومبية!
"مهلاً عزيزتي، «الآخي»'²' صلصة لاذعة... و لا أظنُّ أنكِ ستحفلين بتجربتها!".
───────────────────────
أنت تقرأ
عروس ديابلو|𝕯𝖎𝖆𝖇𝖑𝖔'𝖘 𝕭𝖗𝖎𝖉𝖊
Romanceتقرِّرُ لونا الفرار من رجل لا تريده، فتسافر لأبعد مكان كي تنجو من زواج قسري، لكنها تختطف من قبل عصابة غجرية، و تقدم كهدية لأوسم رجل كولومبي و أشدهم غموضا و عبثا مع النساء، و بما أن ديابلو قد امتلكها كزوجة و خليلة حسب قانون الغجر، فهل يمكن للونا كفتا...