الفصل 2|سحر الغريب!

33.1K 1.5K 637
                                    

الدمعة في العين... جرحٌ في القلب!

٢✍

غابة كولورادوس
ليلاً...

سربل السحر لونا، و داعب صدرها، و طافت مع طواف الرياح البعيدة، إنه حلم... أليس كذلك؟ أن ترى نفسها في الظلام ترقص و تدور وحيدة، ثم تسقط إلى العدم، ثم تعلو إلى الشمس، و تغيب معها، ثم تفتح عينيها حينًا، فيتبدد شيء من الظلمة التي تحيطها، و يتخضبُ الشريان الأسود الذي كان ينبض حولها بشعلة ضوء تقدحُ إلى جانبها! ثم تغمض عينيها و ترخي جسدها مستسلمة لتيار الفراغ كأنها في البرزخ، لتعيد فتحهما هذه المرة واثقةً أن السحر الذي سرى فوق صدرها لم يكن سوى يد شخص يجس نبض قلبها! و شعلة الضوء ليست سوى نارًا تقدحُ هنا على بعد خطوة من المكان الذي تتمدد فوقه!

يبدو أن المطر توقف عن الهطول منذ مدة، لكنها لا تزال بقلب الغابة، الأشجار تهز فروعها تناجي الرياح كي تكف عن العصف و التلويح بها، و السماء تخلت عن رعودها الوامضة... و لعلها أرسلتها إلى جزء آخر من العالم!

ارتعشت لونا من الصدمة حين حملقت بالشخص الذي يجلس عند رأسها و فكرت أنه رجل غريب، أمعنت النظر بفزع، لا! هو ليس بغريب، إنه سائق الشاحنة المجنون، ذو العينين المكتحلتين!

فكرت على الفور في الفرار، لكن رفع رأسها حتى كان مستحيلاً! شعرت بألم طاحن في أطرافها المخدرة، و ظلت تجاهد بمرارة لتستند على مرفقيها و تتحرك بعيدًا دون جدوى، حتى لمس ديابلو كتفها برفق و همس بنبرة دافئة تغلفها بحة لم تسمعها من قبل في صوت رجل:

"إنسي الهرب الآن! لا يزال جسدكِ ضعيفًا و بحاجة للراحة!".

شعرت ببرودة ساحقة تتكسر فوق جسدها، عدا كتفها الذي يحترق تحت ذوبان أصابعه التي أرسلت داخلها شعورًا عجزت عن إنكار لذته، لماذا تذوب أصابعه فوقها؟ و لماذا تبدو الإسبانية بهذا الجمال على لسانه؟ سقط رأسها على الوسادة، مهلا! وسادة؟ الأشجار التي تتعانق فوقهما الآن تخبرها أنهما في الغابة بلا شك! من أين له بوسادة هنا؟ و هذه البطانية المطوية التي تستلقي فوقها! ما القصة؟ هل تهذي أم ماذا؟ أغمضت عينيها بقوة مجفلة، التقطت أذناها صوت رقرقة ماء، ثم أحست به بعدها يضع على جبينها شيئًا باردًا، فرفعت جفنيها الثقيلين، و مضت تتأمل وجهه المنحني عليها بنظرات حائرة، لينطلق إلى قدميها و يبللهما في لطف و نعومة بالمياه الباردة! آنذاك أفلتت غمغمة من بين شفتي لونا شاعرة بالدغدغة:

"آه... ما الذي... تفعله؟".

أجاب بعد صمت قصير و هو يجفف يديه بأطراف قميصه:

"أحاول قدر المستطاع خفض حرارتكِ!".

تمتمت مستغربة تتحسس بيد ضعيفة الكمادة التي على جبينها المشتعل:

عروس ديابلو|𝕯𝖎𝖆𝖇𝖑𝖔'𝖘 𝕭𝖗𝖎𝖉𝖊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن