الفصل 12|عناق واحد لا يكفي!

23.6K 1.1K 368
                                    

شفاهُكِ خطيئة
و أنا رجلٌ لا يتوب!

١٢✍

كاجوناس
صباحًا...

فرَّت سهام ضوء رفيعة عبر النافذة المفتوحة لتتساقط في حزمة واحدة فوق وجنة لونا، شعرت لونا كما لو أنها تتقلَّبُ على مرتبة من السحاب، و كأن سهام النور التي كانت تتنافس فيما بينها على لثم وجهها الرقيق إنتقلت زاحفة حتى خصرها لتغرز رؤوسها الذهبية الدافئة في جلدها الطري، غمغمت بصوت مبهم، تحس بجسد ثقيل يتكور خلفها، ثم زفرت بعينين مغمضتين و فم لا يزال مغمورًا بغمام النعاس:

"آه... من يضع الوسائد اللعينة خلف ظهري بهذا الشكل؟".

كانت قد نسيت كليًّا ما جرى قبل لحظات من نومها ليلة أمس، أو لعلها إعتبرت ذلك العناق الحنون الذي كافأها به ديابلو مجرد حلم جميل ستفيق منه في أية لحظة! و ها هي الآن تفيق من نومها... لتكتشف ذاهلةً أن ذراعي ديابلو يلتفان حولها بالفعل، و ما الجسد الثقيل المتكور خلفها إلا جسده الملتصق بها منذ أمس! إذن... هو حقا همس لها بتلك الكلمات، و قضى الليلة بطولها على ذلك الوضع الحميم، يعانقها بلطف لم تعهد مثله أقطار الأرض، دون أن يتقلب باحثًا عن راحته بعيدًا عنها، دون أن يكتفي من عطرها و دس شفتيه بين جيدها و عنقها متدثرا بخصلاتها الفضية!

كانت تصغي لأنفاسه المنتظمة، فاعتقدت أنه لا يزال ملكًا للنوم، غير أن حركة خافتة صدرت عنه، كتلك الرعشة الخاطفة التي تنتاب المرء دون سبب وجيه، تمدد قليلاً غارزًا أصابعه أكثر في جلد خصرها، تاركًا بعضها يتسلل إلى سُرَّتها الضيقة، مما أرسل في قمة معدتها رجفة أذهبت رشدها، و بحث بشفتيه الجافتين عن أذنها كأنه ينقب عن كنز أسفل ذلك الشعر اللامع، حتى ألفاها و همس مبحوحًا:

"لحسن الحظ الوسائد اللعينة ٱلقيت على الأرضية الباردة، أنا و أنتِ فقط ظللنا على السرير... لولان!".

غزت حمرة قوية خديها، و أرادت طمر وجهها في الفراش حتى لا يراها متضرجة إلى ذلك الحد، لكنه قبض على كتفيها قبل أن تشيح و تلوذ بالفرار، و ثبتها تحته، فيما إعتلاها بجسده المفتول، مبقيا راحتي كفيه على زنديها الأبيضين في لمسات طويلة هادئة، يخشى لو يضغط أكثر فيترك على جلدها الناعم علامات لا تزول! حاولت لونا تحريك لسانها بأي شيء، غير أنه أطلق شفتيه في إبتسامة مغرية، و ضغط بجسده على جسدها كما لو أنه يحاول التعبير عن شيء غامض يتصاعد بأعماقه، رأت عينيه تنحرفان في إغماضة شبه ناعسة، و رأسه ينخفض و يقترب، كأنه شمع يذوب متساقطًا عليها في لهفة لم تشهد مثلها من قبل، لم يعد هناك متسع لتتنفس شيئا غير أنفاسه الغارقة في عطر سجائره و رائحة جلده الرجولية المميزة، و لم يعد هناك متسع أيضا كي تفكر في شيء غير جمال فمه الرقيق و إصطفاف أسنانه المنضود بشكل آسر، و الشعر الداكن القصير الذي يغزو شاربيه و ذقه، و تدلي أهدابه السوداء اللامعة كسعف نخيل إسباني في أواخر ليل صيفي!

عروس ديابلو|𝕯𝖎𝖆𝖇𝖑𝖔'𝖘 𝕭𝖗𝖎𝖉𝖊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن