الفصل 7|هدنة السراب!

30.7K 1.3K 808
                                    

تدثَّري بي... و هنيئا لي بأحضانكِ وطنًا!❝

٧

إينفيرنو
منتصف النهار...

وقفت لونا كدمية لا تملك حراكًا أمام البناء الخشبي الذي يتخذ طابع الكوخ و المنزل الفخم في ذات الوقت، لم تعرف ما الذي خلب لُبَّها أكثر... رؤوس الورود الزهرية المائلة التي جعل قيظ النهار لونها الزاهي ينضج و هي تتوِّجُ المدخل؛ أم ممرُّ الحصى المرصوص بداية من النقطة التي تنبسط تحت قدميها إلى غاية عتبة الباب؟

و لانهماكها في تأمل سقوط شعاع ذهبي على وجنة إحدى وردات الأوركيد التي كانت تحاول النجاة ببتلاتها الناعمة من منقار طائر غريب ذي ريش ملون، باغتها ديابلو بحركة لم تكن تنتظرها، و حملها بين ذراعيه المصقولين كمجرد ريشة، تأوهت مأخوذة بالمفاجأة و هي تتشبث بمنكبيه العريضين و تهز ساقيها بطريقة مضحكة مطالبةً إياه بوضعها أرضًا، غير أنه لم يكترث لما ردَّدته، و لم يتزحزح عن موقفه، و علق فخورًا بينما يتجه بها نحو مدخل مسكنه:

"حمل العروس إلى مخدعها تقليدٌ جميلّ لا يجب أن يندثر!".

تنفست بإرهاق، و زمجرت بوجهه مخضبة الوجه:

"أعدكَ أنكَ ستُجزى على استغلالكَ كل شاردةٍ و واردة فقط كي تلمسني!".

توقف بها على بعد سنتيمترات من المدخل، و ابتسم ممعنا النظر في شفتيها المغريتين قائلاً:

"لو كنتُ أستغل كل شاردة و واردة كما تدعين... لما كنتُ الآن أكتفي بحملكِ إلى الداخل كزوج مهذب!".

أمسك لسانه قليلاً متنقلاً بنظراته النهمة إلى الرسمة الفريدة لذقنها، و لترنح قلائده الفضية على صدرها القشدي، ثم تنفس ببطء مستطردًا:

"...و إذا كان الجزاء لقاءً بهذه الشفاه... فلن أطيق صبرًا، يسرُّني أن أعاقَبَ في الحال!".

حدقت فيه غير مصدقة، و تمتمت مجعدة أنفها:

"ألا يوجد ما يردع انحرافكَ أبدًا؟".

"عنكِ أنتِ؟ يستحيل! الإنحراف نحوكِ ترفٌ لم أتذوق مثله قبلاً!".

صمتت للحظة بعد ردِّه الذي أثار فيها شعورًا لذيذًا كرهت الإعتراف به، ثم انزلق بصرها ملتقطًا النبض المستنفر في وريده، و شُلَّت عيناها هناك، و طال الشلل أفكارها حين أضاف هامسًا و شفتاه توشكان على لمس حلمة أذنها:

"كلُّ جزء من هذا البيت سيشعر بالغيرةِ منكِ!".

ارتعش جسدها بأكمله في تلك اللحظة، و فكر عقلها ترى بِمَ سيشعر هو حيالها؟ لكنها لعنت تلك الفكرة، و اغتاظت من نفسها، و اجتاحها الاحمرار مجددا، ثم صعقت حين ركل الباب فجأة و قال باعتزاز:

عروس ديابلو|𝕯𝖎𝖆𝖇𝖑𝖔'𝖘 𝕭𝖗𝖎𝖉𝖊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن