❞تقسمُ الدُّنيا أنكِ محض أسطورة... و وحدي أقسمُ أنكِ الدُّنيا!❝
٩✍
(إينفييرنو)
تحت ظل شجرة الزان'¹'، وقف ديابلو ينتظر لونا، و يمسد خطم ماغو بلانكو و عنقه الممشوقة بيديه كما لو كان ينحتها. أرسلها إلى البيت لتعتمر قبعتها الجديدة درءً للظى الشمس، لكنها أنفقت وقتًا طويلاً في ذلك لسبب غريب! تحقَّق من ساعة يده الجلدية القديمة، ثلاثة عشر دقيقة مرَّت، آه، و الآن... أربعة عشر! ما السبب في أخذها كل هذا الوقت؟ تُرى... هل هناك خطب ما بها؟ أيعقلُ أنها تخشى الذهاب بمعيته في جولة؟
نفض الحصان رأسه فجأةً شاعرًا بتوتر صاحبه، فهدأه ديابلو بلمسة خبيرة، و صمَّم على ربط اللجام بواحد من فروع الشجرة ريثما يلحق بها، و يرى ما الذي أخَّرها إلى هذا الحد، لكن بمجرَّدِ مباشرته لفَّ طرف اللجام حول أمتن فرع، حتى بلغه صوت باب البيت الخارجي يُفتَحُ ثم يُوصَدُ ثانيةً، و بين إنفتاحه و إنغلاقه... تردَّدت خطواتٌ رشيقةٌ تتشدَّقُ على أديم الحصى بخجل!
توقفت يداه عما بدأتاه، حرَّك رأسه صوب الصوت ببطء، و وقع بصره على أجمل ما يمكن أن يراه. حاول السيطرة على ردوده، لكن اتساع عينيه، و ارتفاع حاجبيه، و فمه الفاغر، كل ذلك أوضح حجم الدهشة بأعماقه، و كشف إعجابه الشديد بمظهرها!
أدرك ديابلو فيمَ أنفقت ذلك الوقت كله و هو يراها تخطو نحوه بتردُّد، عيناها الحائرتان تتأرجحان بينه و بين الأرض، خصلاتها الشقراء الطويلة تتطايرُ ناشرةً هالةً فضيَّةً حولها، و القبعة البيضاء الواسعة فوق رأسها تلقي بظل حافتها على جانب من وجهها، بينما الجانب الآخر يذوب تحت أشعة الشمس بشكل فاتن؛ أو هكذا فقط تخيل ديابلو، انحدرت عيناه لتتأملا الجزء المُدهش في مظهرها، قطعة القماش الناصعة تلك التي تلتصق بنهديها و خصرها ثم ترتخي حول ردفيها، و تنتفخ بفعل النسمات عند فخذيها كاشفة ما دونها من ركبتين ورديتين و ساقين قشديتين أذهبت رشده! إنه الفستان الأبيض الذي اقتناه من أجلها!
لم تكن لديها فكرة واضحة لماذا ارتدته الآن، لكنها أقنعت نفسها بأنه أكثر قطعة تلائم نزهة لطيفة في قلب الغابة!
عجز ديابلو عن الإنتظار حتى تبلغ المكان الذي يقف فيه، اختصر المسافة بخطوتين نحوها، و عقد طرفي القبعة الحريريين أسفل ذقنها، حتى لا تسرقها الرياح، ثم مشطها طويلاً بنظراته الباسمة، و يداه تسترخيان على كتفيها، فهزَّت لونا رأسها مضطربة تستغرب تعلق بصره بها، و تساءلت ما إذا كان هناك خطبٌ ما بشكلها، لقد فُتِنت بهذا الفستان الأبيض تحديدًا بين كل ما اشتراه لأن تصميمه الفريد راق لها، جمع بين البساطة و الرقي، فبدت به كأميرة عفيفة و نبيلة من نسل عزيز، تماما كتلك الفساتين التي كانت أميرات إسبانيا قديمًا يرتدينها خلال طقوس الشاي المسائية!
أنت تقرأ
عروس ديابلو|𝕯𝖎𝖆𝖇𝖑𝖔'𝖘 𝕭𝖗𝖎𝖉𝖊
Romanceتقرِّرُ لونا الفرار من رجل لا تريده، فتسافر لأبعد مكان كي تنجو من زواج قسري، لكنها تختطف من قبل عصابة غجرية، و تقدم كهدية لأوسم رجل كولومبي و أشدهم غموضا و عبثا مع النساء، و بما أن ديابلو قد امتلكها كزوجة و خليلة حسب قانون الغجر، فهل يمكن للونا كفتا...