الفصل 22: مزرعة الأفاعي!

5K 480 43
                                    

لا أعبأ بسمومهم
طالما أنت التِّرياق!❝

٢٢✍





كاجوناس




ظلت مالا واقفة مكانها تتأرجح ببصرها الحائر بين وجهيهما، تطلع ديابلو و لونا ببعضهما البعض، هزَّت زوجته رأسها نفيا، تناشده بصمت و عينين بريئتين ألا يفعل، لكنه كان مضطرًّا لذلك، على إبنة عمه أن تعرف الحقيقة يوما ما، و يفضل أن تعرفها منه، فبعد وفاة غواريل، و بما أن ستانكا غير مؤهل لتحمل أي مسؤولية، لم يبق سواه رجلاً يعتمد عليه لكي ينظر بشؤون قبيلته؛ لا سيما شؤون فرد من عائلته!

"إسمعي مالا، أريدكِ أن تكوني قوية و تتصرفي بعقلانية إزاء هذا، ما تستمعينه ربما أغرب من الخيال، لكن الحقيقة التي ظهرت قبل رحيل غواريل بلحظات... هي أنه لم يكن والدكِ فحسب!".

بدأ قلب لونا ينبض بوتيرة متسارعة، لم تكن مالا بتلك الفتاة المقربة لها كي تشعر بالأسى من أجلها، غير أنها و للغرابة شعرت بذلك و بقوة، للحياة محطات غريبة بالفعل، هذه الغجرية كانت تحاول طردها من كاجوناس في مناسبات لا تحصى، و بلغ بها الأمر أن تتجرأ على إحداث قطيعة بينها و بين ديابلو، و مع ذلك ها هي الآن تشعر بأنها آسفة حيال ما تمر به!

إفترت شفتا مالا عن إلتواء حاد، و إستفسرت نافذة الصبر:

"أي حقيقة؟ و هل هناك ما هو أغرب من أن يرمي أبي نفسه في تلك البحيرة الملعونة؟ لا زلت عاجزة عن تصديق ما رويته لي! كيف سخى بنفسه و بمسؤولياته تجاه القبيلة؟ كيف سخى بي؟!".

تابعت إستنكارها بصوت متهدج مالا كأنها تحدث نفسها:

"كيف نسي سريعا أن أمي رحلت أيضا، و لم يكن لدي في الحياة سواه؟!".

في تلك الأثناء شعر ديابلو بأن لونا على حق، ربما ليس الوقت المناسب لإلقاء لعنة أخرى على حياتها، لكنه و مرة ٱخرى، تذكر ثقل المسؤولية على عاتقه، و قرر أن ينطق بتلك الكلمات لقاء أي ثمن!

حشد كل قوة و ثبات في صوته، و قال دونما تردد و بلهجة هادئة:

"هناك ما هو أغرب بالطبع، الحياة نفسها و خيوط القدر المتشابكة أغرب من ميتة غواريل، الأغرب في قصته أنه لم ينتحر دون سبب قوي، والدكِ لم يكن من نوع الرجال اللذين يضعون حدا لحياتهم لمجرد أنهم سئموا الإحتضار الطويل، غواريل إرتكب خطيئة، و عاقب نفسه بنفسه!".

كان وجه مالا بلا تعابير و هي تسمع من إبن عمها تفاصيل حادثة بشعة من ماضي والدها، و كم كان من القاسي و من العادل في آن أن تكتشف ذلك بعدما تعرضت مساء أمس فقط لشيء بمثل نفس البشاعة و الوحشية!

سرد ديابلو القصة التي شهدتها تلك الليلة بحذافيرها، و إنتقل لزواج سوليداد من أبيه، و ولادة ستانكا، ثم إلتقط نفسًا عميقًا، و أنهى سرده في عبارة نزلت على مالا كإنهيار جليدي:

عروس ديابلو|𝕯𝖎𝖆𝖇𝖑𝖔'𝖘 𝕭𝖗𝖎𝖉𝖊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن