الفصل 6|عسلٌ مُرّ!

28.3K 1.4K 701
                                    

طريق أحلامكِ... يمرُّ بي!

٦✍

(كاجوناس)

...

صدر عن الباب صريرٌ ثخينٌ حين دفعه أحدهم، و لما كان كل من ديابلو و لونا منشغلين بتأمل بعضهما، فقد تعذر عليهما الإنتباه للحاضر. أراحت بيرسود يديها من صينية الفطور التي حضرتها بيديها البارعتين، و كتمت ضحكة سرور بما اكتشفته، بدا لها أن هذين الإثنين مثل عشاق القصص و الأساطير، لمعة أعينهما كانت كفيلة لتتأكد. أجلت صوتها لجذب الإنتباه، ثم تمتمت منسحبة و في طرف عينها غمزة شقاوة يعرفها ديابلو:

"عمتما صباحًا يا أجمل عروسين شهدتهما كاجوناس، لا تتناولا الفطير دون العسل، إنه لا يكتمل بدونه!".

هزَّ رأسه ممتنا، و انتظر مغادرة بيرسود، ليحمل الصينية إلى لونا و يقول بلطف:

"تناولي شيئا!".

"شكرا، لا شهية لدي على الإطلاق!".

"حقا؟".

أمال رأسه بحركة مضحكة يتفحص وجهها، ثم ثبت على موقفه معقبا:

"كفى صبيانية، و خذي الصينية... قبل أن ينفذ صبري!".

زمت شفتيها بعناد أكبر، و نظرت إليه بعنف مرددة:

"لن أفعل، و لن تجبرني على شيء لا أريده!".

ارتسمت على ثغره إبتسامة غير مريحة بتاتا لها، فتراجعت غريزيا لتضمن مسافة أكبر بينهما، لكن حافة النافذة تصدت لها، استكانت وقتيا حين وضع الصينية بكل تهذيب على الطاولة الصغيرة كأنه يستسلم كليا لمشيئتها، غير أنها وجدت نفسها في اللحظة التالية محمولة بين ذراعيه، تهتز و تنتفض مهتاجة، كما لو أنها ضحية اختطاف!

"أفلتني أيها المجنون!".

أجلسها بصرامة على مقعد هناك، و ظل يحيطها بذراعيه، و شفتاه اللتان تفرجان عن أنفاس حارة قريبتان من خاصتها حين رد بسخرية:

"لا تتسرعي في الحكم يا زوجتي، لم تري شيئا من جنوني بعد!".

أرجع خصلتين من شعرها الأشقر خلف أذنها، بينما يده الأخرى تمتد ببطء نحو طبق العسل الصغير، إلتقط بمقدمتي إصبعيه شيئا من العسل الصافي، ثم فوجئت به لونا يدهنه على شفتها العليا بنعومة أرسلت إلى روحها رعشة لم تشعر بمثلها من قبل. انتشت بملمس يده على فمها، و هدأت غضبتها، و أغمضت عينيها لا تدري أي سحر سكبه عليها صوته المبحوح و هو يردد بعدما طبع قبلةً رقيقةً على شفتها المتشحة بالعسل:

"عزيزتي لولان...".

أرجع رأسه مبتعدًا عنها، راسمًا على ثغره ضحكته الجذابة، و بينما كان يلعق شفتيه مما علق بهما من ذلك السائل الحلو المثير، تحرك لسانه بمزيد من السحر:

عروس ديابلو|𝕯𝖎𝖆𝖇𝖑𝖔'𝖘 𝕭𝖗𝖎𝖉𝖊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن