❞و إن كانت أرضه الأذى... فأخبروا الأذى أنني لن أبرح!❝
١٤✍
(كاجوناس)
بعد ٱسبوع...لفظ باب سوليداد أول سيدة متوسطة السن تخالط شعرها الأسود القصير بعض الخصلات الفضية كانت تنشُد إستراق النظر لمستقبل إبنها من خلال قراءة الفنجان، تلفلف تعابيرها المسترخية أمارات الرضى و هي تمتطي سيارتها، و تنطلق ملوحة للغجرية المبتسمة، بينما كانت لونا في تلك اللحظات تراقب المشهد تجلس ضامة ساقيها بمحاذاة البحيرة بعدما أبحرت بالقارب رفقة ديابلو طيلة الصباح...
أجل... لقد حظيا بالفعل بذلك الصباح الشاعري وسط البحيرة التي تدرجت ألوانها بين الأزرق الفاتح و الأخضر الفيروزي، دعاها بنفسه لتشاركه جولة بالقارب، ليس هذه الصبيحة فحسب، بل طيلة الأسبوع الذي مضى، كأنه لم يكن يريد سوى أن يحملهما الماء و يدور بهما كما تدور وجوه الزهور البرية التي تُعلق كل يوم في إكليل مُبارك على باب مطعمها...
لم تفتح المطعم اليوم بناء على طلب ديابلو، أقنعها أنها بعمل بجهد مضن في الأيام الفارطة، و يحق لها الظفر بعطلة نهاية الٱسبوع... لكنها ظلت تجهل تماما ما يخطط له ذلك الديابلو خاصتها...
نعم خاصتها... كيف لا يكون كذلك الآن... و هو حولها كيفما ولت وجهها، كيف لا و قد باتت تراه بروحها قبل أن تطرق عجلات شاحنته أرض كاجوناس...
ابتسمت على مهل و عضت شفتها السفلى تتذكر الطريقة التي احتضنها بها من الخلف حين كان يعلمها صيد الأسماك صباح اليوم، أعربت على مسمعه ليلة البارحة أنها تقدر شجاعة الفتى أيون و دقته في رمي الشباك رغم صغر سنه، ليخرج زوجها باقتراح جعل الفراشات ترفرف حولها من العدم... في البداية حماسًا... ثم توترًا!
"لِمَ لا نضيفُ صيادًا جديدًا إلى العالم؟".
"ماذا تعني؟".
"أعني... من علم الصغير أيون يمكنه أن يعلم صغيرته لونا أيضا!".
"صغيرتك؟".
كانت متأكدة أنه هو من علم أيون أن يصطاد بتلك المهارة، و أن يحدس النقاط الغامضة التي تتجمع فيها الأسماك بأعماق البحيرة، غير أنها لم تكن متأكدة من قدرتها على تحمل وجوده قريبًا منها إلى ذلك الحد الذي يجعل الكون من حولها و كأنه يذوب!
"أجل... صغيرتي التي تنظر نحوي دائما بعينين لم تكبُرا بعد!".
تعمقت ابتسامتها على أطراف شفاهها و هي ترسم بأصابعها أشكالا مبهمة على الرمال، تتذكر المزيد، حين حل وقت الدرس الصباحي، و لم يكتفِ ديابلو بمد يده نحوها كي يساعدها على ركوب القارب كما يفعل أيون بخجل، بل ضمن أنه يحيط خصرها جيدا و حملها بلطف ليجلسها مكانها، ثم إنضم إليها، يجلس بتراخٍ قبالتها، تملؤه الثقة و الخبرة، يقبض بكلتا يديه الخشنتين على المجدافين، و رأسه الأسمر يتقلب هنا و هناك قائلاً:
أنت تقرأ
عروس ديابلو|𝕯𝖎𝖆𝖇𝖑𝖔'𝖘 𝕭𝖗𝖎𝖉𝖊
Romanceتقرِّرُ لونا الفرار من رجل لا تريده، فتسافر لأبعد مكان كي تنجو من زواج قسري، لكنها تختطف من قبل عصابة غجرية، و تقدم كهدية لأوسم رجل كولومبي و أشدهم غموضا و عبثا مع النساء، و بما أن ديابلو قد امتلكها كزوجة و خليلة حسب قانون الغجر، فهل يمكن للونا كفتا...