الفصل 20|وثيقة الشفاء!

12K 873 172
                                    

في وثيقتِنا الأبدية... أفرغي بنودَ ألمِك
و سأوقِّعُ بحناني!❝

٢٠✍

إينفييرنو


᳗᳗᳖᳗᳗




لاحظ ديابلو أن زوجته شحبت أكثر مما سبق إثر سؤاله الأخير، و ظلت تنظر إلى الأرض منتفضة الأطراف، كأن ما ستقوله سيوقف العالم عن الحركة، بينما كانت هي تتساءل بصمت: إذا أذلَّ ديابلو الأمريكي الذي قيدها إلى العمود و باعها للقبيلة حين كان زواجهما حديث العهد... فما الذي قد يصنعه من نيكيل بعدما أصبحت أكثر من مجرد فتاة تزوجها بطريقة غريبة؟

"أنا أنتظر يا لونا!".

لم ترفع بصرها نحوه، فأضاف ساحقًا أسنانه ببعضها:

"كنتُ لأنتظر أكثر، كنتُ لأتحمل دهورًا من صمتكِ و غموضكِ حيال ما عشتِه قبلي، لكن لا مزيد من الإنتظار الآن، ليس و هناك شكوك داخلي توحي بأن ذلك الشيء المدعو بـِ نيكيل أساء لكِ بطريقة ما".

تواصل تحديق لونا بالأرض، فترك الأريكة محاولاً قدر الإمكان ضبط أعصابه، و تابع بحدة جعلتها تتأكد أنه لن يترك رأس نيكيل فوق كتفيه إن طاله:

"إن كان قد أساء معاملتكِ بأي شكل من الأشكال، فأنا فقط من يجب أن يقتصَّ لكِ منه!".

دنا منها و رفع ذقنها بسبابته، و لما لمح بريق دموع في عينيها المحمرَّتين، تقلص فكَّاه، و وقع فريسة نارين، من هنا لا يريد دفعها نحو زاوية تذكرها بأشياء أليمة، و من هناك لا يريد أن يتركها للصمت...

لا يريد أن يُساء لإمرأته و هو يتنفس!

و من جهتها... كانت لونا بأمس الحاجة لتفضي بما لديها و تتخلص إلى الأبد من تلك الحادثة البشعة التي جثمت فوق صدرها لشهور طويلة، أرادت أن يحدث ذلك بشدة، و هذا ما قررته حين إطلعت على ما جاء في الجريدة، أن تفتح فمها و ينتهي كل شيء، لكن كم كان الأمر شاقًّا، إكتشفت أن الحديث بتلك البساطة عما كسر ثقتها بسائر الرجال ليس هيِّنًا، إستطاعت فقط أن تقضم شفتها السفلى بحسرة و تتنهد بتقطع دون أن تنظر إليه بشكل مباشر، فيما ظل نظر ديابلو مصوَّبًا على أدق تعابيرها، متابعا كل حركة مضطربة و نفس ممزق يصدره عنها!

وضع يديه بهدوء على كتفيها مدركًا حجم الألم الذي عاشته، رأى في قسمات وجهها المصفر شتات روحها، كانت تائهة، و كان يعرف ذلك، لكنه كان يعرف أيضا أن عليه إيجادها.

تنفس بصعوبة محاولاً إخفاء عصبيته حتى يشجعها أكثر على هزم تلك العقدة، ثم قال بحنان:

"لا أعرف ما الذي مررتِ به آنذاك يا صغيرتي، و من سوء الطالع أنني لم أكن معكِ في تلك المحنة، لكن ٱنظري... ألا ترين أنني هنا الآن؟ ألا تدركين ما الذي يمكن أن أفعله كي أرى هذا الوجه يضحك ثانيةً؟ ألم أخبركِ أن زوجة الغجري هي وطنه؟ و أنا أعرف كيف أستردُّ كرامة وطني و أرسم حدوده بالنار!".

عروس ديابلو|𝕯𝖎𝖆𝖇𝖑𝖔'𝖘 𝕭𝖗𝖎𝖉𝖊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن