الفصل 17|نهاية العالم!

28.9K 1K 569
                                    

نادرة... كقبلة مسروقة... صارخة كأحمر الشفاه!

᳑᳑

١٧✍


إنفييرنو... ساعة الظهيرة



أخذت الشمس تحتمي بأفراد من الغيوم التي غلفها ألق السماء الذهبي حين كان ديابلو يمسك يد زوجته و يسحبها بمعيته عائدين إلى بيتهما، ساعةٌ من التصويب على قناني الخمر كانت كافيةً ليستمتعا بوقتهما، لكنها لم تكفِ بنظر لونا لتنتهي من الأسئلة المتصاخبة داخلها، و ترسو إلى بر الأجوبة المنشودة!

"تعالي!".

نبس بذلك و هو يغلق الباب الخارجي، و يحثها على مرافقته عبر الردهة، أصبحا بعد ذلك وسط غرفة النوم، و بنظرة إلى السرير المرتب، و الملاءات المسدلة فوق بانسياب... استرجعت ذكرياتهما الحميمة الليلة الماضية متضرجة الوجه، فابتسم ديابلو عاضًّا على شفتيه عقِب ما قرأه من خجل جميل على قسماتها الغضة، و رغب بتكرار كل لحظة عاشها معها أمس... و على الفور، لكنه تصبَّر، و آثر أن يُنهي ما بدأه أوَّلاً، عليه أن يزيح هذا الثقل من على كاهله و يرتاح، عليها أن تعرف أي نوع من الرجال تزوجت!

ترك يدها للحظات مزيحًا المرآة جانبًا، أدار المقبض و انحنى يلجُ الغرفة السرية قبلها، ثم مد لها يده عبر الباب الصغير و هو لا يزال على إنحنائه لتتمكن من رؤية تعابير وجهه الموثوقة!

"هيا يا لونا... يجب أن نفعل هذا، هناك ما يجبُ أن تريه هنا!".

ترددت للحظات، موقنة أنه لا يستعمل إسمها الحقيقي إلا إذا كان الموقف جديًّا للغاية، حررت نفسًا مرتعشًا، و تمتمت متوترة:

"سبق و كنتُ هنا، و أعتذر بشدة لأنني اقتحمتُ خصوصيتك دون علمك، لكني لا أريد تكرار ذلك مجددًا ديابلو، لستَ بحاجة لتريني أي شيء، فأنا أراك أنت و هذا يكفيني!".

ليته كان يستطيع أن يصف ما شعر به حين سمع ذلك، تأثر لأبعد حد، غير أنه بقي على إنحنائه و موقفه مردفًا بابتسامة حزينة:

"ماذا لو كنتُ بحاجة لهذا؟ ماذا لو كانت الفضفضة لامرأتي هي أشد ما أريده الآن؟ إنها سنواتٌ طويلة من الحقد و السواد لم يسبق أن تحررتُ منها يا لونا، أريد أن أطردها مني، لكن لن ينجح الأمر دونكِ!".

رقَّت على الفور، و وضعت يدها في قبضته تنحني بدورها لتلج تلك الغرفة و تصبح واقفة إلى جانبه، تجول ببصرها على تقاطيع وجهه المرتبكة، حقا... كان الارتباك شيئا غريبًا على محيا ذلك الغجري الفخور بقوته و سخريته الشهيرتين، هذه المرة الأولى التي تراه فيها على هذا القدر من الضعف، لم يكن ذلك الضعف الذي ينتقص من رجولته و لو ذرة صغيرة، بل كان ضعفًا ينتاب سائر الرجال في مرحلة ما من الحياة، ضعف الحاجة للثرثرة مع امرأة تحتوي ذلك الجانب الهش و ترممه برحابة روحها، ضعف الحاجة ليكون الرجل شفافًا أمام امرأة تعرف كيف تنظر بقلبها قبل عينيها، و ما أجمله من ضعف، إنه الضعف الوحيد الذي قد يتحول إلى قوة عظيمة إذا ما إحتكَّ بالروح المناسبة!

عروس ديابلو|𝕯𝖎𝖆𝖇𝖑𝖔'𝖘 𝕭𝖗𝖎𝖉𝖊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن