الفتى النجم

𝐒.𝐁 13

Chapter Thirteen ⭐

.
.
.

هدوء كبير يسكن الأرجاء ، صوت صفير العصافير الصادر من أعلى الأشجار لا يتوقف ، و تلك الزهور الصغير ترقص مع هبوب ذلك النسيم اللطيف .

دنوت أتحسس إحدى الأزهار بقمم أصابعي و كم كان ملمسها ناعم و رقيق . رائحتها أغرتني و توجب علي إقتطاف إحداهن و شمها لفترة طويلة مغمضة الأعين أستمتع برحيقها المميز .

إستقمت من مكاني و بدأت المشي ببطئ منبهرة من المناظر القائمة حولي . كل شيء يطغى عليه اللون الأخضر و تملئه الراحة ، الإنتعاش و الدفئ في آن واحد . الأشجار الكثيفة و الطويلة متواجدة في كل مكان  و بالرغم منها ، الكثير من أشعة الشمس تتسلل بذكاء و أخذت تتغوغل داخل بشرتي الحساسة تشعرني بحرارتها .

سرت بهدوء حتى وصلت إلى وجهتي ، أمام البحيرة الخضراء تماما حيث توقفت على الحافة أمعن النظر بمياهها . مياهها التي تستقبل إنعكاس أشعة الشمس مما جعلها تلمع مع كل موجة طفيفة تفتعلها الرياح.

عدلت فستاني الأبيض القصير و جلست بحذر أمدد أرجلي العارية حتى إستشعرت ببعض من قطرات المياه تلامس قعر أقدامي .

ثبت نظري على البحيرة أراقبها محاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من الراحة و الهدوء بحيث إستمر الوضع كذلك لفترة طويلة..

أنظر بشرود ، إبتسامة و راحة...

راحة أبدية ..  

.......

ثقل شديد يجعل من جفنايّ على لقاء رغما عن رفضي . أكاد أفتح عيوني الذابلة و لكن تلك اللقطة المشوشة تجعلني أضيع أكثر محصورة بين الحقيقة و الخيال ..

ما الذي يحدث ..هل أنا أحلم بأرون و جلوسه إلى جانبي على حافة البحيرة أم أنه مجرد حلم يبدو واقعي جدا..

حدقت بوجهه المبتسم و عيونه الخضراء اللامعة ثم حركت نظري تجاه غمازاته الظاهرة حتى أنها أخذت تدفن بعض من أشعة الشمس داخلها. مد يده يرجع خصلة من شعري خلف أذني ثم أخذ ينادي بإسمي بكل إلحاح..

" لويس ..لويس "

توقف لبرهة لكنه عاد إلى النداء بكل إصرار من جديد ..صوته بدى أقوى و أعمق يشبه نوع ما صوت ..

لوفيس..

-" لويس!..لويس !..إستيقظي يا لويس..كفاك نوم !"

هذه المرة نجحت و فتحت عيوني و فورا تلاشت صورة أرون و حل محلها الأخ النذل ذو وجه القنفذ .

-" اه..لا أصدق!..حتى المريض يحرم من النوم و الأحلام..يا ريتني متت و لم أستيقظ على منظرك المروع هذا.."

علقت بصوت متعب و مهزوز  بينما أحاول إستيعاب المحيط من حولي . أخر نقطة توقفت للتحديق عندها كان هو و عندئذ سمعت ضحكته الساخرة.