𝐒.𝐁 18

234 24 0
                                    

Chapter Eighteen ⭐

.
.
.

مع آخر كلمات ، دمعت عيونه العشبية و سقط قطرة من الدموع تبلل الرسالة التي يمسكها بين يديه .

تراجع إلى الخلف و أسند ظهره على حافة الأريكة ثم ألقى نفسه عليها بإهمال و تأثّر . بدا وجهه شاحب و لم تكف يديه عن الإرتجاف حزناً منذ بداية الرسالة . قرأها بقلب منفطر ، عيون متوردة و أنف سائل ..

مسح على عيونه بخشونة يمحي الرطوبة المتمردة تحت جفناه ، ثم رفع رأسه ينظر إلي بنظرة إنكسار .

" من..أين لكِ بالرسالة ؟"

سأل بصوت مهزوز تتزعزع حقداً . شهقت بتوتر و بدأ القلق في ترك مفعوله عليّ ، وجدت نفسي عاجزة عن الحديث أو حتى التفوه بحرف واحد .

" أجبيني لويس !!"

طرفت عيني و أخذت أتنفس بوتيرة سريعة .أنا جد خائفة من الإجابة على سؤاله لا سيما مع تغير نبرته من المنكسرة الحزينة إلى الحادة و الغاضبة .

" أنا ..هو ..في الحقيقة .."

تلعثمي زاد الأمر سوءاً حتى أشحت نظري بعيدا عنه أتحاشى خلق أي تواصل بصري معه . إستقام من مكانه و إقترب مني بإندفاع يمسك بذقني بقوة .

" أسألك لويس و لن أعيد كلامي مرة أخرى...من أين أحضرت هذه الرسالة ؟"

رص على أسنانه بحدة و أجبرني إمساكه لذقني على التأوه بألم إثر ضغطه عليه . توسعت عيونه بغضب جامح لكن سرعان ما تغيرت ملامحه و إرتخت قليلا بعد لمح الألم البادي على وجهي .

" أنت تؤلمني.. أرون "

نبست بعدم إرتياح فأبعد يده عني و عاد إلى الوراء قليلا رافعاً الرسالة أمامي . كان ينتظر جوابي على سؤاله على أعصابه ، و عندها أخذت أخمن..

ماذا الذي يتوجب علي فعله في مثل هذه اللحظة ؟

هل إخباره بالحقيقة سيقحم أخي لوفيس بالمشاكل و التي يمتلك أرون كامل الحق في إختلاقها ؟ أم أنني سأتمكن من السيطرة على الوضع و التفاهم بسلام مع أرون حتى لا يقدم على إيذاء لوفيس...

في النهاية ذلك السافل يبقى أخي التوأم و لا أريد أن يتأذى..

...
...

رميت نفسي على السرير و غطيت وجهي بالوسادة أباشر في البكاء بصوت خافت و مخنوق .

خلال الساعة الماضية ، وقع لقاء بيني و بين بأرون و قدمت له الرسالة المكتوبة من طرف والدته . قام بقرائتها و الإستياء يتربع على وجهه بكل سخاء ثم لاحقاً ، إنفجر غاضباً يعميه الألم عندما عرف هوية الشخص الذي خبئ عنه الرسالة منذ زمن طويل .

قام بضرب الطاولة الزجاجية الموجودة وسط الحديقة و تكسيرها إلى أشلاء حتى أدى إلى إيذاء يده إثر ذلك . إنتابني رعب شديد عندما رأيت الدماء تتساقط منها و أسرعت أمسك بها أضغط عليها موبخةً إياه على تصرفه الطائش .

لم يعر لعصبيتي أي إهتمام ، فقط بقي يحدق بي شارد الذهن و سكوتاً . إستغليت اللحظة و رفعت رأسي أنظر إلى عيونه التي أصبحت قاتمة و أطراف جفونه متوردة إثر البكاء . لا أعرف كيف مددت يدي ناحية وجهه و رحت أمسح على وجنته بحنان ، أخبره بأن كل شيء سيكون على ما يرام و عليه التحلي بالصبر و الهدوء الآن .

إبتسم على كلامي لا بل ضحك و كانت تشبه ضحكة مريض نفسي مجنون . أجابني بنبرة حاقدة عازمة لا ترحم .

" سأجعل ذلك النتن يدفع ثمن خطأه الفادح هذا !!"

كلامه مدد أحاسيس ذعراً و جعلني أترعد كالريش . سرعان ما أضاف و هو يمسك يدي الموضوعة على وجنته .

" لا تقلقي..لست سفاح و لن أقدم على إيذاء أخوك جسديا لكن.. "

أضاف و هو يهمس أمام وجهي بصوت يضجُ رغبةً في الإنتقام .

" لا أعدك بالتحلي بهدوء الكامل " .

فهمت للتو قصده و أدركت أن أرون يستهدف جانب مهم للوفيس و من المؤكد سيصوب على نقطة حساسة في حياته ألا و هي..

الغناء و الشهرة ..

العالمية التي يسعى ورائها..

ما الذي ستفعله أرون و ما الذي تخطط له ؟

كنت منغمسة في التفكير حتى إستشعرت على حين غرة بشفاهه تطبع قبلة خفيفة على وجنتي . شهقت بفزع إثرها كما أنها كانت سريعة جدا لكنها نجحت في نشر الكهرباء داخل جسدي و جعل قلبي يخفق بجنون .

إبتعد أرون عني و بعثر شعره ، إلتفت نحو وجهي المتصنم ثم نبس منهيا النقاش .

" لا تسألني عن شيء.. لويس من فضلك..أنا أعدك..لن ألحق بأخوك أي أذى بالرغم من أنه يستحق ذلك كونه قد تسبب لي بالكثير و سئمت من تصرفاته الطفولية لكن..من أجلك ، لن أفعل أي شيء فضيع بحقه .."

فتحت فاهي أنوي الرد عليه لكن أسرع في وضع إصبعه على شفاهي يمنعني من التفوه بأية كلمة .

" لا تقولي شيء و لا تعلقي على الموضوع أرجوك..."

نزع إصبعه و أضاف مدمدما بهدوء مع إبتسامة خفيفة ترسمت على ثغره .

" تصبحين على خير..سيقوم السائق بإيصالك و لا تنسي مراسلتي عندما تصلين إلى المنزل "

إقترب مرة أخرى و طبع قبلة إضافية على جبيني ...

الأحمق !

أنظري إلى نفسك يا لويس ، المشاكل تحيط بك من كل مكان و أنت هنا..تعيشين الرومانسية !!

أصلا كيف تجرأ على تقبيلي و نحن لم نعترف بأي شيء و لم نصرح بأي إعجاب ؟!

هل أنا أصبحُ غبية و أفقد كامل حواسي إلى هذه الدرجة عندما يكون أرون أمامي ؟ الإجابة هي ..

نعم ، نعم و بكل تأكيد ..

" لويس .."

عدت إلى الوجود بعد سماعي لصوت أرون القادم من بعيد ، إلتفت و وجدته قد إبتعد مسبقا . لحقت به ثم إصطحبني إلى السيارة قبل أن يعود إلى المنزل و أنطلق أنا في طريقي .

فتحت عيوني المنتفخة و نظرت بضياع في السقيف . أمسكت بالهاتف و بدأت بكتابة رسالة صغيرة لأرون أُعلمه بوصولي . أغلقت هاتفي و رميته جانباً ثم أغمضت عيوني مستسلمةً للنوم ..

| نهاية الفصل 18 |

🌠

الفتى النجم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن