Chapter four.

13.1K 740 1K
                                    


~~~

الفـصـلُ الـرّابـع.

"أنا هنا. أبي." سمعتُ صوتا مألوفًا، وإبتلعتُ ريقي. إلتفتُّ ناحية الصوت ببطء لتتسع عيناي لمصراعيها.

بدا و كأن عقلي قد توقّف للحظة عن العمل حين وقعت عيناي على الشاب الذي لازَم أفكاري طوال الأيّام السابقة، وهو ينزِل أسفل السلالِم كما لو لم يكُن شيئًا، بإبتسامةٍ لم أُدرِك معناها مرتكزةً على شِفاهِه.

"هاري، هذا السيد توملينسون. وإبنه لوي." تحدَّث السيد ستايلز، بينما عيناي لم تترك الشاب ذو شعر البُندق المُقمّر، المسدول حولَ وجهه، حمراءٌ سائِغةٌ الشِّفاه، ملسٌ الفكّ، ومُعجِزةٌ تِلك الشّامة ذاتُها. إنهُ هو فعلًا. 

"أوه أحقًا؟ تشرفنا." جذبني صوته العميق ولم أستطع إلا أن أُنزل عيناي للأرض، محاولًا فِهم ما يجري.

لسببٍ ما، لم أستطِع النظر في عيناه بل و لم أُرِد ذلك. و كل ما كان يدور في رأسي هو سؤالٌ وحيد: لماذا هو هنا؟

"هيا هيا، لما الوقوف؟ لنجلس." تكلم أبي وقهقه الجميع بخفّة، ولكِني لم أجِد شيئًا طريفًا في ذلِك.

أرشدنا السيد ستايلز لقاعة الجلوس الفخمة، التي طُلِيت جُدرانها بلونِ القهوة الراقي. والأرض بُلِّطَت بالبيج الذي يريح الأعين، بينما الأرائك كانت مُطابقة للجُدران مِما زاد من جمال تلك الغرفة.

ولاحظت الدرج المؤدي لأعلى، و الشرفة الداخلية - بإختصار ، كانت من أرقى الغرف. رغم أن لدي قصر بالفعل و أني قد رأيت قصورا أخرى كثيرة، ولكن هذا المكان فقط...خارِج هذا العالم.

"إعتبروا المكان كمنزلكم. ماري، أين الشاي؟" صاح السيد ستايلز مجددًا - واو، يبدو بأنه حقًا نشيط أو..ذو صوتٌ عالي، على غِرار إبنه. 

لا أعلم لكنه لا ينفك يتحرك هنا وهناك. شيءٌ بطاقتِه تِلك جعلني أبتسِم بلا وعي.

"أوه يا ويلي، هل وصل آل توملنسن بعد ؟" سمعت صوتا أنوثي قد أشقاه الزمن من جهة الدرج ، إلتفت وجدت إمرأة تبدو بمنتصف عمرها تتقدم نحونا بإبتسامة تريح الأعصاب - لا أعلم كيف ولكنها تفعل.

و سُرعان ما شعرتُ بالراحة لسببٍ ما حين تقدّمت منا. فـهناك تِلك الإشارة المُريحة في إبتسامتها و في ملامِحُها. مما أخبرني بأنها كانت السيدة ستايلز بلا شكّ، فإبنُها يُماثلها.

"تشرفنا، سيدة ستايلز." قال أبي -كما لو كان يسمَع أفكاري- بلباقة وصافح المرأة. ثمّ إقتربتُ أنا مِنها، تلبية لنظرات أبي الحادة تجاهي، و أمسكتُ بيدها ثم طبعتُ قبلةً صغيرة على ظهرها لتقهقه هي بخفة.

"يبدو بأن هاري قد وجد له خير زوج !" قالت السيدة وقهقه الجميع بينما وضعت يداي خلفي و مازلت أشعر بأعين زمردية علي.

The Pain Of The Past ↠L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن