"مشوّش"

147 13 11
                                    

..
   بدأ سام بِحفظ الأجوِبة وبَرشَمة مالم يسْتطِع حِفظَه ، هو لَيس جَيدا جِدا في إخْفاء غِشّه لِذا يعْتَمد على الحِفظ والتَسْرِيب كوسِيلة ؛ أمّا إيفان فقد كان ذو ذاكرة سمكة بل ذبابة بالأصح ، لكن كان جيدًا في إخفاء غشّه لذا كان يعتمد على كتابة كلّ ما يملك في ساعديه تحت كمّه الطويل ، لم يكن المعلمون يفتشونه بشده وذلك لسلوكه المنضبط والثقة التي كسبها منهم .

إسْتمر كلاهما في الإستعداد وغرفة الإبريز ساكنة تمامًا .

إنّه وقت الإختبار ؛استعدّ الطلّاب بجدٍ وأخذ كلّ واحدٍ مقعده ، نظر إيفان الى سام الذي كان غارقا في مراجعة ما حفظه فالتفت له سام وأبتسم ليعيد إدارة وجهه ومتابعة حفظه ، أنزل إيفان رأسه بخيبة منه فهو الآخر يتمنى لو كان يقوى على الحفظ مثله لكنه في النهاية يعجز أمام إسم شخصٍ يراه كثيرا بلا أي حديث أو مكان مفتاحه بعد أن وضعه للتوّ في جيبه .

دخل المعلم ؛ لقد كان المعلّم البديل .
حدّق إيفان فيه بتركيز ، هو يعرفه ويراه كثيرًا لكن ماذا كان إسمه؟ حاول جاهدًا التذكر لكن دون جدوى حتى وصلته ورقته ولاحظ المعلم نظراته له فسأله : إيفان ، أنت بخير ؟

أستفاق إيفان من دوامة أفكاره ثم أجاب بتردد :أ ...بخير بخير فقط سرحت ، أعتقد...

-لا وقت للسرحان الأن ! أبدأ بالحل.

-حاضر!

كان سام يراقبه بضحكة مكتومه "أحمق وواضح جدًا !"
وصلت ورقته اليه هو الأخر وقد كان في قمة سعادته عندما وجده النموذج الأول ، إنه النموذج الذي حفظ فيه كمًا أكبر !
إلتفت نحو إيفان ليطمئن عليه فوجده ممسكًا برأسه وكأنما في ورطة وقع! مابه الأن! الم يكتب أجوبة كافيه
نظر إيفان نحوه ومن الواضح عليه الحيرة والقلق ، أشار سام إليه سائلًا عن البِرشام إن كان مكتملًا فهزّ رأسه بالإيجاب فأشار إليه متعجبًا عن سبب خوفه ، أراد إيفان إخباره بأنه نسي أي يدٍ تحمل النموذج الأول ! نعم نسي أين إجابات النموذج الأول! بل أي غباء هذا عندما يكون كل شيء أمامك على طبقٍ من ذهب فيوقفك رأسك الضعيف !
لم يعرف كيف يشير له بذلك فاكتفى بإنزال رأسه الى الأسفل ، بدا وكأنّ سام فهم الأمر فهو يعرف صديقه جيدا ، هو أحمق وبالتأكيد أضاع الترتيب لكن سام وضع حسابًا لذلك.

أشار لإيفان بأن ينظر لذراعيه مرة أخرى ثم أخرج قلم أحمر ولوّح به أمامه ، هو يتمنى فقط أن يتذكر أو يركّز قليلا ، نظر له إيفان وأخيرا تذكر ! لقد كتب سام شيئًا على ذراعيّ إيفان قبل الإختبار بالقلم الأحمر ! نظر مليّا الى ساعديه فوجد رقم ١ ، ورقم ٢ !
لقد كتب له سام أرقام النماذج !
تبسّم بامتنان ثم نظر لسام شاكرا إياه أما الأخر فاطلق تنهيدة طويله تعبّر عن راحته وأتمّا الأختبار أخيرًا على خير .
..
..
..
..
المَوت الّذِي نَفِرّ مِنْه هُو مَوت الذِكرَى
...
...

إبريز : دلالة عن الأشياء الثمينة والغاليه
.

هذه القصة بلا عنوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن