أبْعد الستَائر ساَمحًا لخيُوط الشَمس بالتّبسُم فِي وجهِه المُتَورّد مُداعِبة شَعرَه المُتَوهج بِلون ذهبِي ، أغمَض عَينَيه إثر ارتِمَاء الضَوء عَليها ثم وفَتَحها ببُطء ليَظهر سوَاد دامٍ يَعترِيها وجَعل من منظَرها النَاعس شَيئًا أنيقًا باهت الألوَان .
تَبسّم ابتِسامة خَفيفَة أتبَعها بضِحكة طَفيفة بلا قَهْقة وكأنّما دغدَغته للتوّ ، اقتَربت قِطعة فرو نَاعمة نحو قَدمه وبَدأت احتِضَانها والمُواء ؛ حدّق نحوَها بِحنان وابتَسم ناطقًا : مونيي~ الصَغيرة جائعة~ "ضحك"
حَمل القِطة بحنَان بينَما هو يُداعبها على فروَتها البيْضاء لتأتي الأخرى وتَموء عند قَدمه وكأنّما غارَت مِنها ليتبّسم لها الأخرَى وينطِق بخفّة : لوول~، جائعة أيضًا ؟
نظَرت إليه بِعينَاها الزَرقَاوتَان واسِعة الأفق ليُردف القَول ضاحكًا بخفة : لوول غَيورة
فتَظْهر أخرَى بجَانبِها تتَقلّب وكأنّما تطلُب دَغدَغة بطنَها فنزَل لمستَواهما وبدأ بالضِحك والتَربيت علَيهما لتَجتَمع المَزيد من القِطط حوْله فَيحمِل البَعض منها وأحدها الآخر يتعلّق على رأسِه والبَعض يختَبئ في كُمّه الواسِع والآخر يتدلّى على كَتفيه ، وقف وهذا الكمّ من القِطط مُحيطَة به وتَحوم حولَه بَينما هو يسير نَحو المطبَخ ذو النَافِذة الكبيرة والذي تُسرّح خُيوط الشَمس في الأرجَاء مَانِحة ألوَان من الشَفق اللّامع ؛ أخرَج عُلبة طَعام القِطط وصَحنًا واسِعًا لَهم بَينَما صَوت ضَحكاته يدوِي في المَكان ، انخَفض لمُستواهنّ ثم هَمس لإحدَاهُنّ مُربتًا على رأسِها : ليلي أصبَحت بَدينَة جدًا ~
ثم رحَل ليُغير ملابِسه ويستَعِد للمدرَسة ، وَقف أمام المِرآة ثُم جَمع شَيئًا من شَعره الذي اقتَرب من دَغدَغة كَتفيْه لِطولِه ورَبطَه للوَراء ثُم أمعَن النَظر في وَجهه ليَرى خدشًا أسفَل ذِقنه ويتحَسسه فيَشعُر بقِطعة الفَرو العَورَاء تِلك ذات اللّون الغُبَاري تَخدِش أطرَاف بِنطَاله مُحَاولة لَفت انتبَاهه وتُحدّق له بعيْنِها الرمَادية ببرَاءة وكأنّما تعتذِر الأن ، أخذها بيَده الحانِية وحكّ أنفة بأنفها وأرفَق القَول : جوي ، لَست غَضِابًا مِنك ، أعلم أنّك كُنت خَائفة
أنت تقرأ
هذه القصة بلا عنوان
Romance-أإذا نَسِينا الذِكرَى ؟ أنَنسى الشعور !؟ أتَخبّط في لوحةٍ بوِسع المُحيط ناصعَة البَياض ، أتنسَى قُلوبنا الألم حتّى بعد أن نسَت رؤوسُنا؟ "الفُصول هُنا عَديدَة ولكن قَصيرة"