"ماهو المَنسي"

63 6 68
                                    

"كَيف نَجَى إيفان ؟"
وَقَف مُنتَظرًا عَودَة سَام ويُتمتِم بِاستمرَار "ابقَى مكَانك ، سيَعود سام قَريبًا ، ابقَى مكَانك ، سيعُود سام قريبًا ..."
هذه كانت مُحاولات بائسة كي لا ينسى سبب وقوفه في ذَلك المَكان حتى قَاطعت تَمتَمتَه غَمامَة دُخانيَة عَتماء ..
..
..
..
_لـ ...لماذا تَفعل ذلك بي ؟ "شهقه"بماذا أذيتك؟
قالهَا وهو يَشهق والدَمع يُغرق كرستاليتيه ليُجيب الآخر والذي بدا مشَوشًا حتى ظنّه مُعتِمًا :
_نسيت ...! "شهقه عَميقة" أنت من بدأت كُل هذا ! "شهق" أنت من تركني !
_لم أفعَل ! "بصراخ"
_مت !"شهقه"..فقط مت ، مت مت !
..
..
..
غَطى أذناه وكَأنّما يَطلُب من ذَلك الصَوت الذُبول ثُم تَمتَم بِرُعب بينَما يدَاه قد بدَأتا الإرتجَاف : لا ...لست أنا !
جثَى على الأَرض والرَجفَة لا تَتوقف ثُم رَفع عَينيَه بَاحثًا عن مُنقِذه لكِنه لم يَخرج بعد ...

أبعَد يداه عَن أذُنيه ثُم حَاول الوُقوف بصُعوبة بَينَما نَفسه أخَذ بالتَسارع ، هَمّ بالرَكض وكَأن ذلك قد يُساعِده في الهَرب كما اعتَاد دائمًا ؛رَكض في الرَصيف حتّى وصل مَكان لَيس ببعِيد عن مَوقِفه الأول ...

تَنفّس بِصعوبَة بَينما أحد يَديه على صَدره والأخرَى تتَكئ على الجِدار ، جَلس على الأرض ببُطء ثُم وأخرج قَلمًا من جَيبه ورَفع كُمّه ليَنقُش ثَاني عِبارة عَليه "سام يَنتظِرك عند مَحل ***" حَاول تَهدِئة أنفَاسه ، أخذ يتَنفس ببُطء حتى تَنظمت أخيرًا ...

رَفع نَظره نَحو السَماء الّتي امتلَأت بالغُيوم البَيضاء وأخَذ يتَأمل أصوات النَاس العشوَائية ، انعَكس نور طَفيف على عَينيه مَنحهَا بَريقًا فِضي وخُيوطًا سَمائيَة لتتنَاسق مع لون الغُيوم فَيفصِل تلك الألوَان بَصيص أحمَر بَديع شَبيه للَون الشَفق بَقي جَالسًا بذَات الهُدوء ليُصفي رأسه المملُوء بالضَجيج ...

في تِلك اللّحظَات المُريحَة انقَطعت دوَامة تَفكِيره أمَام صُراخٍ عَالٍ تَتبعه أصوَات الحَديد المُحتك بالإزفِلت الأسود ، وَقف عَلى عَجلٍ مُحدِقًا ليَعرِف ما الأمر فوَجدها شَاحِنَة كَبيرَة تَنعَطف نَحو ذات الشَارع ، فَتح فَمه بِرجفَة وشَعر بَجسده يَنتفض بِقوة وعَينَاه تَتَوسع بِعُنف فَمرّت الشَاحِنَة من أمَامه كالرِياح حتّى أنه لم يَستَطع ملاحقَتها ببَصره .

نَبس بهَمس مُرتَجف :س ... سام ...

ولم يَشعُر إلا بِقدَماه تَركُضان وكأنهما سَتلحَقان غُبار الشَاحِنة ، تَعثّر بِحجر ثُم حَاول التقَاط نَفسه سَريعًا وإتمَام الرَكض مُتَجاهلًا صَوت الضَرب المُدوي وتَناثر الدِماء كقَطرات من الهَثيم بَينَما النَاس تَصرخ فيه بأن يَبتَعد لَكن من يَقوى على إيقَافه وصُراخه يَصدو بإسم :"سام" صَرخ بِتواصل حتّى كَادت حَنجرته تنزِف

_أجب ..."شهيق" ساااااام "أنين" ساااااااام "شهقه"

ضَل يَصرخ والدَمع يَنجرف كالبحار حتّى وجَده ...أخيرًا

هذه القصة بلا عنوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن