"مُصافحة"

43 5 52
                                    

صوت دندنَة لطيف يَصدر من تِلك الطفلة التي تجر أمَامها كُرسي مُتحرك يَحوي ذَلك الجَسد الهَامد .

تَسحبُه أمَامها نحو الحدِيقة وتُغني له بلُطف بَينَما أشعة الشَمس تُطلق خُيوطها الذهبية لتَرتَمي على فروتها الذَهبية النَاعمة وتَنسحب وُصولا إلى عينَيها الداكنة مُصدرة لونًا من الظلام الدَامس والذي بالرغم من ظُلمته كان لامِعًا بشَكل لطيف .

ذَلك الطفل الذي بات نحيلًا أكثر من السابِق يُطلق فقط ضحِكات مُتقطعة ورقِيقة على نِكات أخته المُستمرة ، تَجره وتَحكي له عن أصدقَائها بكُل وِد .

"أتعلم ؟
مرة كُنت أنا وتِيما نخوض سبَاق ، ثم احزر مَاذا حدث ؟
بينَما كانت تَركض انزلَقت قدمُها لتَسقط على ظهرها وهي من شدة الخَجل مثّلت أنها نائمَة على الأرض تَمامًا مثل مُومياء !"

أخذ يَضحك بلُطف ووهن ويُحدق في الحديقة الصغيرة الّتي تحسبه إليها ، وَقف أمام إحدى الزحاليق ونزلت على ركبتيها لتَصل إلى مُستواه ، أراحت رأسها على رُكبتيه النَحيلة وابتَسم بلُطلف لتمسح وجنته بيدها الدافئة وتنطق بحنان : أحضرت لك أصدقاء طيبين ..

أراح وجهه على كفها الدافئ وغمغم بشيء من الإنزعاج : لا أريد أصدقاء ..

-إنهم أصدقائي ، أعدكم أنهم لن يَكونوا حثَالة مثل الحمقى الذين سخروا منك

أشاح بوجهه بانزعاج ونطق : لا أريد !

تأففت ثم وَقفت ونَادت : سام ، إيفان ، يمكنكما الخُروج !

خَرجت فروة بنّية من خلف إحدى الأشجار مَع لمعة ذات بريق مميز ليَظهر وجه إيفان المُتوتر وهو يُحدق في الجالس على الكرسي .

مَشى بِضعة خطوات وهو مُمسك بيد سام واتجها نحو الغاضب الصغير ، لم يبدي إيفان أي استغراب من منظر المُقعد فقط اعتاد رؤيتهم حين يزور المشفى مع أخته الكبرى ، لكن سام تعجب قليلا من منظره وحاول إخفاء ذلك وبرغم محاولته فقد كان واضحا على وجهه التعجب والشفقة .

قالت اجوان بلطف : انظر ، هذان افضل صديقان لي ! هذا إيفان وذلك سام !

اشارت نحوهما ليحك إيفان رأسه قليلا ثم ينطق بود : تشرفت بمعرفتك ..

ابتسم سام أيضًا ومد يده رغبة في مصافحة الجالس غافلًا أن الجالس أمامه مُتعب للحد الذي يُصعب عليه رفع يده لمصافحة سام ..

أمال سام رأسه باستغراب أمام وجه الجالس الذي بدا غاضبًا بوضوح ليُمسك إيفان بيد سام مُبعدا إياها ويقول بنبرة اعتذَار : آسف ، سام لم يقصد شيئًا سيئًا ! هو فقط أراد مصافحتك
قالها مع ابتسامة ودودة ليبتَسم الجالس أيضًا ويُجيبه : لا عليك ..

لم يفهم سام ما حدث توًا وبقي فقط مُستغربًا نظرات الجَالس أمامه والتي كانت حاقدة بشكل واضح .

هذه القصة بلا عنوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن