كَان هُناك طِفل صغِير يَعِيش وَسط عائِلة مُحبة ، كَان ذكيًا للغَاية ويتجَاوز أقرانَه في المراحِل الدراسِية لذكَائه .
عاش وَسط أبوَين حنُونين للغَاية وأخت تَكبره بسنتين شَديدة اللطف ، تميز الطِفل بين عائلتِه بكثرة الابتسَام والضحك ، مَحبوب وذكي ويحب القطط وعائلته ، كان مِثاليًا بكل المعايير حتّى الجسدية مِنها إذ أنه كان طويلًا وذو بنية قوية ...
-الطفل المثالي-
فِي إحدى الايام وحين بدأت صحة الطفل بالتَداعي ببُطء أُمي عليه فجأة ولم يَفتح عينَيه إلا في المشفى ؛ كَانت أخته تَبكي مُمسِكة بيده ، تشهق وكأن رُوحها يتتقعقع في الحَال ليُحدق بها بوهن ويسأل بكُل إرهاق : لِمَ تَبكِين ... أُختي ؟
رفعت رأسها وقَد أحمرت وجنَتيها تمَامًا إثر البُكاء ثُم اندفَعت لتحتَظنه بقوّة ، حاوطته بذراعيهَا وكأنّها تخشى اختفَاءه وأخذت تُقربه من نبضِها ليستَشعر مدى حُبها له ، شَهقت وبكت باستِمرار دون توَقف ، حاول التمسُّك بها رغم التَعب الذي أحس به وحدّق في من خِلال النَافذة لوَالديه اللذان كَانا في حَالة من الجَزع أمام الطبيب المُتحدث ، لم يَفهم ما بالأمر لكنّه أدرك بأنّه سيء .
غَمغَم مُحدّقًا في أخته التي سكتت أخِيرًا وأخذَت تتجنّب حالِكتاه وهو لم يُبعد نَاظريه البريئين عنها باحثًا عن جواب لسَبب بكائها ،حتّى دخل الطبِيب برفقَة الأبوَين ، اندفَعت الأم نحو طِفلها وأخذَت تُحاول حفظَه بَداخِلها بَينما الأب يُحاوِل ادعاء الصلَابة رغم تورم عَينيه الواضح .
-بُني ، أنت ذكي وقَوي لِذا سأخبِرك لكن عِدني أولًا بأنك لن تخَاف وستَبقى شُجاعًا !
حدّق الصغِير في وَجه الطبيب القَلق وقَد اجتَاح بعض الخوف قَلبه الصغير ثم ردّ بتردد : نـ ...نعم ، أعدك
شدّت الأم على يديه الصغيرتين ونَطق الطبيب : صغِيري ، هذا المرض خطِير وأنا أدرك ذلك لكن مَا دمت شُجاعًا فستتغلّب عليه بالتأكِيد ، أعدك !
-ماهو أيها الطبيب!
صرخ بإصرار يجتَاحه بعض الخوفبلَع الطَبيب رِيقه ونَزل لمُستوى الطفل ، لمس وجنَته ثُم نَطق بصوتٍ مكسُور : سرَطان الدم ...
عاودت الأخت الشَهيق والبُكاء بينَما الطفل صمت بصدمة لتَعبر قطرة دافِئة على طول وجنته ، أخذت الدموع تتسابق على وجهه المحمر وأخته تندفع لتهدِئه في حظنها وتُربّت على ظَهره .
..
..
..مَلاعق ... صُحون ... أحادِيث كَثيرة وأصوات عربات بيع تتخللها أحاديث الكِبار يتوسط هذا الضَجيج صوت رنّان لذاته النُوتة تتكرر مع كُل حركة لعَجلة درّاجته المُهترِئة ، ابتِسامة طفيفَة ولمعة بُرتقَالية في عينَي الشمس المُضيئة ، يَقود بِبُطء في أزِقة المَدينَة على أمل أن يَجده الضَائع بسُهولة .
أنت تقرأ
هذه القصة بلا عنوان
Romance-أإذا نَسِينا الذِكرَى ؟ أنَنسى الشعور !؟ أتَخبّط في لوحةٍ بوِسع المُحيط ناصعَة البَياض ، أتنسَى قُلوبنا الألم حتّى بعد أن نسَت رؤوسُنا؟ "الفُصول هُنا عَديدَة ولكن قَصيرة"