"حِسي وحَدسِي"

60 6 66
                                    

ما الفَرق بين الشَخص الحِسي والحَدسي ؟

الشَخص الحِسي هو من يَقرَأ دوَاخل القُلوب دون النَظر إليها ...

..
..

دخل أبوَاب المَدرسَة بثِقَته المُعتادة ، ولما لَا يَكون وَاثِقًا وهو الرَقم وَاحد في كُل شيء ؟
رَئيس مَجلس الطَلبة ، قَائد فَريق كُرة القَدم ، رَئيس الصَف ، الأول على مُستوى المَدرَسة ...
الأوَل القَائد على مُستوى كُلّ شيء ، عدا الإبرِيز ..
مَلابس مُرتبَة ، شَعر دَاكِن شَائك ومُرتب رغم ذلك ، عَينَان ذاتا صُفرَة مُبهرة تَلمع مع خُيوط الصَباح ، طُول شَاهق وجَسد مثَالي : رافي ..
دخل خَلفَه ذلك المِثالي لتُنير قرمزيتاه وكأنما تُخبر النَاس بأنه قد وصل ، نَظرٌ مُنصَب نَحو الأمَام مِما يَزيد من هَيبَته في أنظَارهم ، يَسمع ذات التَمتمات حوله ولا يُبعد طَرفه ولو لدقِيقة عن الأمَام ، فَقط الأمام كَما اعتَاد دومًا ...
_________
_أليس هَذا ابن عُضو البرلَمان ؟
_نعم ! ألم تَريه بالتِلفاز أمسًا ؟!
_التِلفاز ! ظهر بالإمس على التِلفاز ؟! كيف لي أن أفوت شيئًا كهذا ؟
_ أوه لم تريه ، لقد فَاتك الكَثير ! كَان خِطاب الانتخَاب بين والِده والشَخص الآخر المُنتخب وقد ألقى خِطاب رائعًا بجانب أبيه !
_كيف لي أن أفوت هذا~
___________

همسَات كَهذه حَوله دون أن يَلتفت لها حتّى والأنظَار تَحوم حول شَعره الفِضي المُنسَدل كالحَرير ؛ خطى بِهدوء وتلك الإبتسَامة الطَفيفة المَرموقة بِثقة لا تفَارق شفتيه ، توجه نحو الإبرِيز وأغلق الباب بعدما حَصل على إذنه من سام ، جَلس مُركي لظهره بالبَاب ، احتَظن نَفسه دون أن ينبِس بحرف وذَبلت عينَاه ببُطء شَديد ، همّ بالوقوف ليَسمع طرقًا على الباب أتبعه صوت حنون : تيمور ... أنت بخير ؟

لم يُجب تيمور بل شدّ الحِظن على نفسه ليُعيد رافي ذات السؤال : تيمور .. مالذي يزعجك ؟ يمكنني مساعدتك إن أرد___

_لا شيء ، أنا بخير لا عليك ..

قالها محَاولًا إخفاء الرجفَة في صوته

_تيمور ، أنت ل__

_قلت بِخَير يا رافي ! فقط أحتاج بَعض الوقت وحدي !

_حسنًا ... المِرهم في خِزانة المكتَب

سكت الآخر قلِيلًا وكأنما شعر بشيء من التَأنيب فنطق بصَوت خاف : آسف... وشكرًا لك

تبسّم رافي من خلف البَاب : كُن بخير ...

وَقف تيمور وتَوجه نحو الخِزانة ، أخرَج المَرهم ثم وقف أمام المرآة ، خلع قَميصه ثم بدأ بتَحسس تلك العلامَات للسجارة والجَلد وبدأ بتوزِيع المَرهم عليها وصوت تَأوهاته يدوي في المَكان لتَنزل دَمعة من إحدى عينيه ويمسَحها بهدوء فهمس : اللعنَة عليك .. أبي

..
..
..

أن تَكون حدسِي يعني أن تقرَأ العقول قبل أن تتحدّث ...

هذه القصة بلا عنوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن