"نَدبَة"

129 13 8
                                    

     فَتح عيْنيه عسليّتا اللّون ذاتا البريق البرتقاليّ تحت ضوء الشمس ، حكّ فروته الناعمة قاتمة اللّون ثمّ حدّق في النافذة ذات الستائر الطويلة التي تحاول جاهدة منع خيوط الشمس من العبور.

لم يتزحزح من الفِراش بل إكتفَى بإبعادِ ناظِريه عن نور الشَمس والتحدِيق في جِدار غرفته الأصمّ ، تحسّس جبينه بغضض ، إنّه دافئ وهذه دلالة على إقتراب الحمّى فـ سام عادةً ذو جسد بارد وحرارةٍ منخفِضة ؛ أطلق تنهيدةً طويلة ثم حاول التحرّك من على الفراش ، ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


لم يتزحزح من الفِراش بل إكتفَى بإبعادِ ناظِريه عن نور الشَمس والتحدِيق في جِدار غرفته الأصمّ ، تحسّس جبينه بغضض ، إنّه دافئ وهذه دلالة على إقتراب الحمّى فـ سام عادةً ذو جسد بارد وحرارةٍ منخفِضة ؛ أطلق تنهيدةً طويلة ثم حاول التحرّك من على الفراش ، يشعر ببعض البرد لكن لا مشكله ! عليه المقاومة قليلًا حتّى لا يصيب عائلته الفقيرة بأي قلق .

توجه نحو الحمّام غاسلًا وجهه ليمعن النظر في جبِينه التي بدا وكأنما يوجد ندب يتوسطها ، اقترب من المرآه ثم أردف ضاحكًا بلُطف فسبب هذه الندبة الخفيفه كان فعلًا مؤلمًا وغبي .

_________________________________

إنتهى من الإستعداد تمامًا ولم يركّز على منظره في المرآة بسبب النعاس ، أردف خارجًا لكن شعر برغبةٍ في إلقاء نظرة أخيرة على شكله ؛ وقف أمام المرآة متمعنًا في ملابسه المرتبه ثم رفع ناظريه نحو وجهه ، "ما هذا ! " أبعد شعيراته فاتحة اللون البني عن جبينه ونظر الى تلك البقعة التي تتوسطه
نظر يتمعنٍ وتركيز ، متى حصل على مثل هذه العلامة حتى! حاول التذكر جاهدًا .
من أين قد يأتي شيء كهذا الى رأسه؟
يبدو أن ذاكرته الضعيفة إزدادت سوءًا بسبب هذا الأثر على جبينه!
..
..

سار نحو المدرسة ، إنها سنته الأخيرة وليست أول سنة له يمر فيها بذات الطريق رغم ذلك فهو لا يزال يضيع فيما بين الطرقات ، وجد نفسه واقفًا أمام عدة منعطفات "أي طريق نسلك بعدها؟ " بقي متحجرًا ، عَقد يديه وأمَال رأسَه يمِينًا وشمَالا بوَجه عَابس علّه يتَذكر الطريق لكن لا فائدة ، وقف في مكانه منتظرًا أي حفيِف عابِر يُخبِره بالطريق حتى سمع أخيرًا صوتًا يتذكره ؛ إنها درّاجة سام !
لحق الصوت بكل ما يملك من قدرة فهو لا يودّ الضياع كما غالب الأحيان ، بقي يركض ويركض حتى وصل لمصدر الصوت ، كانت درّاجة سام فريدة من نوعها ذات صوت رنّان أثناء حركتها وتزعج الجيران ، لم يكن صوتا بذلك السوء فقد كان يُركّب على عجلاتها شيئا أشبه بالجرس يصدر صوتًا ذو ألحان الأكسيليفون .
لم يخبر إيفان بالسبب قط لكنه أحبه حقًا ولحقه كلما شعر بالضياع .

استمر بالركض خلف الصوت تلاه الصراخ : سااااااممم ، سااااممم إنتظر! ، أقلّني معك أرجوووك~

توقف سام حالما سمع صوت رفيقه ثم أشار له بالركوب خلفه ضاحكًا على حاله

- فقدت الطريق ؟

- امم، نعم

- آخٍ يا إيفان ، تجعلني دائم القلق عليك

- آسفف ، لكنني حقًا لا أملك غيرك

- كيف تتصرف أختك في المنزل ؟ ألا تضيع الأغراض بسببك؟

- أختي أصبحت تمنعني من لمس أي شيء في المنزل ؛ لا تزال تقوم بتلك العلاجات الغريبه كالتدليك وما شابه كي تقوّي ذاكرتي لكن لا فائدة من ذلك

- ووالداك ؟ الم يقرّرا أخذك لطبيب ما كي يفحصك؟

- اتصل والديّ بالأمس ، هما سعيدان في الريف وقال أبي بأنه مجرّد أمر بسيط وأنه بسبب كثرة استعمال الهاتف

- كما العاده ، كل شيء بسبب الهاتف

- نعم ، لا شيء سوا هو!

- إيفان ، ما اسمي؟

-سام ، لما أنت تسأل هذا السؤال كثيرًا ؟ يستحيل أن أنساك حتى وإن نسيت كل شيء !

- "ضحك " لا لا ، أنا فقط أتحقق مما تبقى في رأسك الصغير ، أخاف أن تخلط بيني وبين أحد آخر أو تنساني

- قد تكون ذاكرتي سيئه لكن يستحيل أن أنساك! ، أنت الشخص الوحيد الذي يتحملني فكيف لي ذلك!؟

- أجل عليك ألا تفعل ! حتى إن أصابك الخرف ونسيت نفسك فلا تنساني أبدًا ، وأنا من سيذكرك بنفسك لذا لا تقلق!

- حاضر سيدي !

أتبع حوارهما الحميم صوت ضحكاتهما في الأرجاء .
..
..
..
قصة الندبة :
_أثناء نقل إيفان لإجابات الإختبار الى ساعديه كان سام يُبرشم مالم يقوى على حفظه ، نظر سام نحو إيفان الذي أطلق تنهيدة راحة لكونه انتهى من النقل ثم أقترب منه ناطقًا : أي ذراعيك تحمل النموذج الأول؟

- اليسرى ، لما؟

أخرج سام قلمًا أحمر ثم أمسك بساعد إيفان الأيسر وكتب عليه الرقم ١ ثم أمسك بالساعد الآخر وكتب عليه الرقم ٢ : هذه ارقام النماذج إذا نسيت مواقعها في الإمتحان ، تذكر ذلك!

- لست غبيّا لدرجة نسيان ذلك
قالها وهو محدّق في ساعده بتركيز ليرفع سام رأسه بقوة ناطقًا في ذات اللّحظة :بلــ.....
وارتطم جبينه بجبين إيفان بسبب قربه الشديد من سام محاولًا قرآءة ما كان يكتبه .
أمسك كل واحدٍ بجبينه مطلقًا صرخة الألم ليحدّق سام في وجه الآخر قائلًا : أحمق ! لما تقترب بهذا الشكل!؟

- أنت من رفع رأسه بشكل مفاجئ!

نظر كل واحدٍ منهما الى وجه الآخر وأمعنوا النظر في جباه بعضهم البعض ثم اطلقوا ضحكاتٍ قوية وساخره على أشكالهم بالندبة
.

هذه القصة بلا عنوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن