يَجلس في طرف السرير طفل لم يتعدى الابتدائية حتّى ، المغذية مُتصلة بيده والأسلاك تُحيط بالغرفة بينما نَظرة الحيرة ترتسم على وجهه الذي ينتظر جوابا من طبيبه
-ماهو أيها الطبيب !
بلَع الطَبيب رِيقه ونَزل لمُستوى الطفل ، لمس وجنَته ثُم نَطق بصوتٍ مكسُور : سرَطان الدم ...
عاودت الأخت الشَهيق والبُكاء بينَما الطفل صمت بصدمة لتَعبر قطرة دافِئة على طول وجنته ، أخذت الدموع تتسابق على وجهه المحمر وأخته تندفع لتهدِئه في حظنها وتُربّت على ظَهره
-آسفة !
لم يُجبها الأخر بل بقي مُتصنما في حضنها ، بل لِمَ هي تعتذر حتى ؟!
شدّ قبضتيه الصغيرتين على قَميصها وأخذ يَشهق بصعوبة ، الأم قَد انهارت بالفَعل وهاهو الأب يُحاول تَهدئتها
اخذ الصغير يُخبئ وَجهه في حضن أخته علّه يهرب من هذا الشعور ، يهرب من هذه الحقيقة ويَختفي بين دفء أخته اللتي شدّت على الحضن وكأنها تخاف اختفاءه من أمامها في أية لحظة .
هنا ادرك الجميع أن الطفل المثالي انتهى ، انتهت صحته ، انتهت حياته وانتهى كل شيء ...
على الارجح ...
..
..
..أخذت "ديالا" -أخت إيفان- بيد إيفان نَحو باب المَخرج ، كَانت تهرول على أمل ألّا يرى الآخر دموع الغبنة المُتساقِطة على خديها وتجره سريعًا نحو المَخرج .
هُناك سام الذي خرج لتوه من الاختبار وأخذ يدور في المَدرسة بحثًا عن صديقه ، هو يعلم بأنه بخير لكن يشعر بالقلق لسبب غير واضح
-سااااااممم "بصراخ"
كان ذلك باتر الذي بدى تعبًا من الركض ، وقف أمام سام وهو يلهث بسرعة وامسك كتفية وأخذ يهزّه ويتكلم بسرعة غير مفهومة تتقَاطع مع لهاثه المُستمر
-المُدير ... وأخته ... هي تَبكي ....هُما خارجات ...وهو ...إيفان أيضًا !
أخذ يلهث مع كل كلمة ليُمسك سام بكلتا كتفيّ باتر ويصرخ فيه : ما به ؟ هل إيفان بخير ؟
أهدأ وتكلم ؟!سكت الآخر محدقًا في سام وحاول تنظيم أنفاسِه لينطق سريعا : إيفان وأخته خارجان من المَدرسة ! أعتقد أنهما تشاجرا مع المدير !
-كيف ! لِمَ ؟!
-لا أعلم ! لكنني سمعت الطلاب يتحدثون
تركه سام وركض على عجل نحو باب المدرسة ، هو لا يعلم ما إن كان إيفان قد قام بشيء أخرق أغضب المدير وجعل أخته تجره لخارج المدرسة ، ثم إن اخته عصبية وقد تقول بشيء متهور آخر !
ركض بكل ما يملك نحو الباب وتخطّى تيمور الذي كان بدوره يبحث عن كلامها -سام وإيفان- ، ناداه تيمور لكن دون فائدة فأخذ يلحقه حتى وصلا لساحة المَدرسة ، هناك حيث وقف تيمور يراقب الأمر وسام يركض نحو إيفان وأخته .
أنت تقرأ
هذه القصة بلا عنوان
Romance-أإذا نَسِينا الذِكرَى ؟ أنَنسى الشعور !؟ أتَخبّط في لوحةٍ بوِسع المُحيط ناصعَة البَياض ، أتنسَى قُلوبنا الألم حتّى بعد أن نسَت رؤوسُنا؟ "الفُصول هُنا عَديدَة ولكن قَصيرة"