استيقَظ مع الشُروق ورَفع يديه عَاليا مُستجمِعًا نشاطه ليَوم جَديد ، أخذَت كرستَاليتيه تَحوم حول القُصاصات التي مَلأت جُدران الغُرفة وكل يَوم تزدَاد عددًا ، أخذ يُغمغِم نعسًا ثُم سار بخطوَات ثقيلة نَحو بَاب الغُرفة لتَستوقِفه عِدة قُصاصات مُعلّقة عليه
"أنا أختك وقد خَرجت مُبكِرًا اليَوم ، لا تَخرج من المَنزل حتّى مَجيء سَام"
أخَذ الوَرقة وبَقي يُحدّق فيها لدَقائق هَامسًا في نَفسِه "سَام ...من سام .."
أشَاح بنَظره نَحو جُدران الغُرفة بَاحثًا عن جَواب ، أخَذت عَيناه تَجوبَان المَكان مُسرعة وقَلبُه آخذ بالنَبض أسرع "أهو شَخص بتِلك الأهمِية ؟" "لِمَ أنا قَلق هَكذا ؟" "أهُو أخي ؟" "مالّذي يَجعل قَلبي يَنقَبض هَكذا ؟!"
بدأت سَاقاه تتَحرّكان ويَداه تُبعثِر القُصاصَات المُختَلفة الّتي غطّت على ألوان الجِدار ، حَركتُه تُسرع أكثر وأنفَاسه تتضَارب وكأنّما أصبح الأمر خَطيرًا الأن ، هو يَبحث عن الجَواب ، هو لا يَجدُر بِه نِسيان شيء بتِلك الأهمية !
من هُو ؟!
من سَام ؟!!أخَذ يَتنفس بصُعوبة ويَداه تَزيد من سُرعتِها في فصل الأورَاق عن الجِدار بعُنف ، عَينَاه تَجول مُسرِعة في المَكان ورَأسه لا يَكف عن إرسَال تِلك الصُور والأصوَات المُشوَشة ...
صَوت احتكَاك عَجلات بالرصِيف ..صُراخ ..دِماء ... شَعر مُفحِم ...خُصلات ذَهبِية مُتطَايرة ...الكَثير ..الكَثير يتَدفق في رأسه دُفعة وَاحدة !
هو لا يَحتمل ، صَدره يَنقَبض أكثر فأكثر ونَظره أخَذ يتَشوّش ، أراد الهَرب ، الرَكض بعيدًا وبسُرعة كَما اعتَاد دائمًا الفِرار ؛
وجّه جَسده نَحو البَاب وأُذناه لا تَلتقِط سوا صوت أنفَاسه وتشوِيش لصرخَات مَرعوبة وأخرَى تنَادي باسم "قَاتِل" ، وجَه خَطوه الثَقيل نَحو الباب لتَأخذ قَدماه مُسرعة على أمل الهُروب وحَالًا .
فَتح البَاب بعُنف . غَطّى أذنَيه بكِلتا يَديه وأخذ يَركض مُسرِعًا نحو أي بَاب يَراه أمامه مُحاوِلا الخُروج ، فَتح الحَمام والمَطبخ ولم يَجد المَهرب بَعد !
انفَاسه تَزداد عُلوًا مع ارتفَاع تلك الأصوَات "لَست أنا ! لَم أفعلها !" أخذ يَصرخ بَين الحِين والآخر وقَدماه تأبى الوُقوف حتّى وصل أمام باب الخروج
أمسك المقبضيُحرّكه مرّة
مرّتان
ثَلاثلا يَفتَح !
البَاب مُؤصد !
أخذ يَهز المِقبض بجُنون حتّى كاد يكسره
-افتَح ! لم أفعل شيئًا ! أرجوك افتح !أصبَح المِقبض أشّد صلَابَة وكَأن هُناك مَن يُحاول تَحرِيكه من الجِهة المُقابِلة ليخرُج صوت آخر :
-إيفان ! اهدَأ ! أنا هُنا لا عَليك "بصراخ"
- لا ! أرجوك لا تعاقبنِي ! لست أنا ! لم أقصد ! أنا حقًا لا أعرف شيئًا حقًا لـ ...
أنت تقرأ
هذه القصة بلا عنوان
Romance-أإذا نَسِينا الذِكرَى ؟ أنَنسى الشعور !؟ أتَخبّط في لوحةٍ بوِسع المُحيط ناصعَة البَياض ، أتنسَى قُلوبنا الألم حتّى بعد أن نسَت رؤوسُنا؟ "الفُصول هُنا عَديدَة ولكن قَصيرة"