بَين نَظرات الإعجَاب والغِيرة يَمشي كأمير عظِيم ، عَينَاه تُحدّق بجُمود نَحو مسِيرها دُون أي تردّد ونور الشَمس يتخلّل يَاقوتِيتاه كَي تَزيد منظَره هَيبَة ليُبَروِزَهما بنَظارَة رَقِيقة فضيَة ، شَعره النَاعم ذو القَصة المُتناسِقة والّذي يبدو وكأنّه خُيوط من الفِضة المُتراقِصَة مع نَسمات الهوَاء الّتي تتسَابق على مُلامَسة وجهِه الفَاخر ، تَمامًا كالأمير العَظيم بل حتّى إسمه يُنطَق بتَبجُل كَأنما يَفرِض عَليك احترَام وجودِه ؛ كُل هذه العَظمة المُحيطَة بِه يَتم كَسرها حَالما يبتَعد عن الأنظَار ...
مَلابِس عشوَائية وأقرَاط جامِحة ثُم وشَعره المَرفوع إلى الخَلف ، شَخصِية قَوية ولطِيفَة ، كَلمات عشوَائيَة لَكنّها مملُوءة بالعَطف ، صَوتُه المملُوء بالدِفء ذو النَبرَة الهَادِئة ، كلّها وأهم ما فِيه هو وفَاؤه ومَنطِقه السَليم .
كُل من يرَاه بهَيئة الإمبرَاطور يَحسده على حيَاته فمن لا يَستطيع حَسد شَخصٍ مثَالي في كُل المَعايِير بل وإبن عضو البَرلمَان المُرشح للإنتخَابات ثلاث مرّات ! لَكن كُل ذلك الحسد يَختفي عِندما تَسقُط تلك الأقنِعة ..
كَان لتوِه عِند سام يَقضِي الوَقت مَعه ويُعدّل مَزاجه المُضطرِب في الفَترة الأخيرة فحتّى إن أكثرَا الشِجار فلا يَزالان قَريبَان جِدًا من بَعضِهما البَعض لدرجَة أن يَعرِف تَيمور أبسَط تفَاصيل سام ويُلاحِظ أطرف تَغير قد يَطرأ فيه ؛
عاد إلى المَنزِل ، دَخل بِهدوء بِذات الطَلّة العَشوائيَة لتتوَسع عَينَاه أمَام الجَالس على تِلك الأرِيكة المَخمَلية عَاقِدًا يداه ببَعضِهما وكِلتا قَدماه مَركونتان فَوق بَعضِها البَعض ، حَملَق تيمُور في وَجه الخَادم المُتوَتر الوَاقف خلف والِده وكأنّما يُؤنِبُه "لِمَ لم تُلهِيه ؟!" ليُبادِله الخَادم نَظرة متوَتِر كأنما يُبرِر لنَفسِه "لم أستطِع إيقَافه !" تنَهد بِقلّة حِيلةثُم وَجه نَظره لتِلك الهَالة القَاتلَة المُوجهَه نحوَه بل وصَب نَظرَه في تِلك القُرمُزيتَان الحَادّه وهمهَم بشَيء من الخوف : كُنت عِند سام ... هو مَريضليَنهَره الأكبَر ضَاربًا يَده بتِلك الطَاولَة الصَغيرَة أمامه : وما أمر هَذِه المَلابس المُقرِفَة !
_لم يَرني أحد ! أنا مُتأكِد لم يَرني أحد !
_ وسام ! ألم أخبِرك أن تبتَعد عن ذلك اللّقيط !!
سَكت قَلِيلًا وتَنفَس بِصعُوبَة ثُم تَمتَم : لن يُخبِر أحدًا ...
_كَيف تَضمن ! ثُم ومالّذي سيقُوله النّاس عن إبن عضو البَرلمَان الّذي يعود لمَنزِله في السَاعة العَاشرَة لَيلًا ! ويَتمشّى مع لِقطاء !
ضَرب بَيده أقوى من ذِي قَبل ليَجفل تيمور بِكَتفيه وعَينيه لا تُفارِق الأرض : أسِف ...
_أتظُن الأسف كَافٍ ؟
أنت تقرأ
هذه القصة بلا عنوان
Romance-أإذا نَسِينا الذِكرَى ؟ أنَنسى الشعور !؟ أتَخبّط في لوحةٍ بوِسع المُحيط ناصعَة البَياض ، أتنسَى قُلوبنا الألم حتّى بعد أن نسَت رؤوسُنا؟ "الفُصول هُنا عَديدَة ولكن قَصيرة"