"رافِي"

28 3 15
                                    

صُوت طَقطقَة في الجِدار ، مِياه تتسَرب من السَطح ، أبوَاب ذَات صَرير مُزعج ؛ وَجبَة وَاحِدة تَكفي لليَوم ، زِيُك المَدرسي قَابلٌ للإستعمَال أكثر مِن مَرة والأهم مَهما سَاءت صِحَتك لا فَلا تَمد يَدك للآخرين طَلبًا للعَون بل اعتَمد على نَفسِك مهما بَلغ بِك التَعب .

هَالات سَودَاء خَفِيفَة ، شَعر شَائك دَاكِن ، أعيُن تُذَكرُك بالصَباح البَاكِر ، مَلابِس قَدِيمَة قد بَذل أقصَى جُهده كَي يُعيدها جَديدَة ، حِذَاء قَد أعَاد تَرقيعَه مِئة مَرة من قَبل ونَظفَه كُلما اتسَخ حتّى يُعيده جَيدًا ، يَعمَل في مَطعَم بدوَام جُزئي بَينما الكِتاب لا يُفارِق يَده ؛ هو يَكرَه هَذه الحَياة ، يَكره المَطر حِين يُبلل فِرَاشه بَعد أن تَسلَل من السَقف ، يَكره صَوت حَركَشة السنَاجب بَين جُدران المَنزِل المُهترئ ، حِين تَمرَض وَالدتُه بِسبب الجَو القَارس ولَا يَملِكُون سِعرًا للدواء ، يَكره رُؤيَة أختِه الكُبرى تُعيد خيَاطة ملَابسِها كي تَذهب بِها إلى العَمل .

يَكره حَياته بكُل تَفاصِيلها لَكن لَم يَقف مَكانه ويَلعن حَياته فَقط بل عَاهد نَفسه عَلى أن يَعِيش هو وعَائلَته في النَعِيم ، سَيدرس بكُل وَقت يَسمَح له ، سيَدخر المال حتّى لو بقِي يدَخر إلى الأبد ، سيكُون الرقم وَاحد في كُل شيء كي يَنعم بالنَوم مع صَوت المَطر في فراش جَاف ومُريح ...

جَلس على كُرسيِه في غُرفة الإجتمَاعات ، المَسؤول المَالي ومُساعدة الرئيس والمسؤول الثقَافِي ، الجَميع هُنا بانتظَار قُدوم المسؤولَة الإجتماعِية حتّى يبدَأوا إجتمَاعهم وقد مرّت بالفِعل رُبع سَاعة ورَافي قد بدأ يَفقد أعصَابه حتّى رنّ هاتِفُه

[إشعار]

(أخبَارٌ عَاجلَة !! :
سيَقوم المَجلِس الطُلابِي بإجتمَاع طَارئ بِخصُوص سَفاح القِطط ويُقَال بأنّ هُناك تَفتِيش سيُقام على الطُلاب في نِهَاية دَوام اليَوم كي يَبدأوا بتضيِيق دَائرة الشَك لذَا كونوا حذِرين أيها المُهربين .
#سَيد_الظِلال )

شَدّ قَبضَته وضَربها في الطَاولة ثُم وَقف مُتجِهًا نَحو الإبريز

_أيها الرَئيس ! الإجتِماع ؟!

_سأحضِر تيما ونَبدأ ..

خَرج بِخطوٍ غَلِيظ ووَجه مُكشّر ، فَتح هَاتِفه وبدأ بالكِتابَة

(#العَين_الثَاقِبة∆
يَقول المَجلس الطُلابي بِأن سَفاح القِطط لَيس طَالبًا وكَون القِطط المُشوهة مُحَاطة بالمَدرسَة لا يَعني بأنّ الفَاعِل طَالب لأن الطَريقَة الّتي ماتت بِها القِطط أعنَف من أن يَفعلها شَخص في الثَانويَة لِذا أراهِن بأن التَحقيق سيُقام التَحقِيق خَارج أسوَار المَدرسة ...)

فَتح بَاب الإبرِيز بعُنف وصَرخ : تِيما !

خَرجت مِن خَلف السِتار وابتَسمَت بتَوتُر : أعتذر عَلى التَأخير ...

هذه القصة بلا عنوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن