العصر تحديدا،بيت الجد سيّاف.
جالسين بشكل حلقة يتوسطها القهوة والحلا،يستمعون لسوالف جدهم التي لا تُمَّل،كان الجد حاسِس بتلخبط تفكير أحفاده فقال:عندي لعبة والكل بيلعب بدون أستثناء.
اختلفت ردودهم بيّن(سمّ،ابشر،اوك،وإلخ...)،الجد:بأخذكم بالدور وكل واحد يوصف لي وش يحس فيه بشِعر او اغنية او شيلة او اقتباس اللي يريحكم.
اختلفت ردودهم بيّن(سمّ،ابشر،اوك،وإلخ...)،الجد سيّاف:البداية عندك يا أحمد.
أحمد اللي ناظر مُلاذ وقال وهو يبتسم:اكتفيتُ بِقلبها،لم أرى سِواها بين كُل تِلك الزِحام،اكتفيتُ بها لدرجة اني لم أعد ارغبُ بشيءً من الدنيا سِواها.
مُلاذ استحت ونزلت راسها تناظر الارض،والباقين صاروا يصفقون بتعزيز لأحمد،الجد:يلا خويلد دورك!
خالد:إنتهت الرِحلة،مشيتُ إليكِ في الطُّرق الخضراءِ،ومشيتُ حين صارَ الطريقُ رماديًّا،كُنتُ اركضُ نحوكِ،حتى تعثرَت خُطّاي،حتى لَهَثَ قلبي مِن ركضّي والان؟إنها الخاتِمة،وصِلنا الى ما يُسمى بالوداع!
اخفض خالد راسه ورفع يّدهُ نحو عينه يمسح تِلك الدمعة التي تسللّت لِخده،الكل صدّوا بضيق لانه مو من عوايّد خالد يشكي همّه لأي أحد،الجد ماحب تتمركز الانظار على خالد قال:اللي بعده،بدر يلا!
بدر ابتسم :حتى مُعانقتك وتقبّيلك في الخيال لذّة.
العمّ ناصر اللي عضّ شفته وقال:ايّا ولد الحرام.
ضحكوا جميعًا،ثم قال الجد:لا تخلي غيرك ياخذ حلالك يابدر،وقت ماتكون جاهز نروح باب بيتها.
فزّ بدر بفرحه وباس راس جده وقال:يلوموني بحبك.
الجد:يلا نواف!
نواف طالع وَجد ثم صدّ وقال ببتسامة: ياجميّلة العينينِ يا نَجمتِي الَحلّوة أتُدركينَ أني مُغرمًا في إبتسامتكِ؟كم كَان رقيّقًا قلبي حيّن عثرتُ عليكِ أيُمكن ان اختطِفُكِ مِن العالمِ وَ أُخبِئكِ بيّن أضلُعي؟ إني أُحبِكِ ولا أُرِيد بعدَ حُبكِ حُبًا،إنكِ جُزءً من قلبي لا مُنتهى لكِ ولا خلاص منكِ،وإن غِبتِ عن عيوني لكِ في خيّالي ألفُ لِقاء،ها أنا فاتحٌ قلبي لكِ من أي باب شئِت مِنه دخلتي،أينما كُنت انا فأنتِ في قلبي،ولا أُحبك كثير بل أُحبكِ دائمًا فالكثيرُ ينتهي وحُبي لكِ لن ينتهي،يا اجمل شيء حظيت بهِ في عُمري،أُريدكِ واعشقكِ وأشتاق واغار بشغفٍ وأهوى.
وَجد ابتسمت ونزلت راسها،العمّة سارة بضحكة:ياويلي على قلبك ياوليدي.
ضحكوا وقاطع ضحكم الجد:يلا نكمل،نايف؟
نايف:
ياجعلك الباقي بيّن قلبي وضلعي ياحبيبي
لا تتركني و انت خلّي لا تحرمني وصالــك
...
وانا هايّم فيك ابيك تعرف انك في بالي
وعقلــي وابيك تعــرف اني طايرٍ فيـــك
...
نايف ناظر رِيهام وكأنه يقول لها تراك المقصودة ورِيهام صدّت تُخفي الابتسامة التي تسللت الى مُحياها،ضحكت العمّة سارة:يا مسّرعك يالايام،بالامس بالمهد يبكون،واليوم بالحُب يعانون.
الجد:مصير الايام يابنيتي،ياسر؟
ياسر صار يغني بِبحته اللي كانت ممزوجه بعبرة البُكاء اللي مُحتجز بِداخله وقال:ياما حاولت الفُراق وما قوّيت
كِنت أبي انساه لَكن مانسيّت
...
ما عصاني قلبـي بعُمره لكــن
الاكيد اني انا اللي ما اشتهيّت
...
ياما حاولت الفُراق وما قوّيت
كِنت أبي انساه لَكن مانسيّت
...
ما عصاني قلبـي بعُمره لكــن
الاكيد اني انا اللي ما اشتهيّت
...
التِقينّا بليلّة من ليّــل البِعــــاد
والهوى والحُب في القلبين عاد
...
قلت له ما غيرّك بعدي حبيبي
قال حُبـــك مـــا تغيّــــر الا زاد
...
التِقينّا بليلّة من ليّــل البِعــــاد
والهوى والحُب في القلبين عاد
...
قلت له ما غيرّك بعدي حبيبي
قال حُبـــك مـــا تغيّــــر الا زاد
...
ياما حاولت الفُراق وما قوّيت
كِنت أبي انساه لَكن مانسيّت
...
ما عصاني قلبـي بعُمره لكــن
الاكيد اني انا اللي ما اشتهيّت
...
صرنا نسترجع هوانّا واللي فات
وابتــدت ترجّع لبسمتنا الحياة
...
قلت لــه وشلـون فرطنا بهوانّا؟
قالي انسى ترى اللي فات مات
...
مر طعم البُعد واحساس الغياب
الدقيقـة طول شهر من العذاب
...
طالبــك ما أبي نكررها حبيبي
ليــه نفتّح للحزن والهّم باب؟
...
مر طعم البُعد واحساس الغياب
الدقيقـة طول شهر من العذاب
...
طالبــك ما أبي نكررها حبيبي
ليــه نفتّح للحزن والهّم باب؟
...
ياما حاولت الفُراق وما قوّيت
كِنت أبي انساه لَكن مانسيّت
...
ما عصاني قلبـي بعُمره لكــن
الاكيد اني انا اللي ما اشتهيّت
...
ياسر رفعّ راسه بتنهيده يكبْت دموعه،وقال فهد بتساؤل:الاغنية تاخذ اكثر من شعور ومقصّد،وش يمثلّك بالضبط يا ياسر؟
ياسر بحزن:بداية الأغنية.
تُركي:الله الله يا ياسر ولأول مره تبوح بشيء!!
الجد بنظرة جديّة:ماهو وقته يا تُركي!،عبدالرحمن سمعنّا!
عبدالرحمن ببتسامة وهو حاط عيّنه بعيّن رِيماس:
ما خطر لحظة في بالي اني بلقـــى
حُب عمري وفجأة شفتك وانتشيت
رِيماس كانت تناظره بحُب،العمّة سارة:اويلك يا ساره الحُب استحل قلوب عيالك!
ضحكوا،نواف:يمّه حلاة الحياة الحُب.
اختلفت الردود بتأييد لنواف(ايه،كلام سليم،صادق،وإلخ...)،الجد:عبدالعزيز؟!
عبدالعزيز بضحكة:عادي استعيّر فهد مساعدة؟
الجد عقد حواجبه:وش عرّف فهد باللي داخلك؟
فهد فزّ:تكفى ياجد بسأله كم سؤال يكب اللي ببطنه.
الجد بضحكة:استلمه يا ابو سُلطان.
فهد اللي عدل جلسته وقال:سمّ،عزيز جاوب على كُل سؤال بدون لّف ودوران!
أومأ عبدالعزيز بالموافقة،فهد:شيء يُغرق غير البحر؟
عبدالعزيز وعينّه بالأرض:عِينّاها.
فهد: شيء يُحرق غير النار؟
عبدالعزيز:فُراقها.
فهد:شيء يقتُل غير الرِصاص؟
عبدالعزيز:نظرتها.
فهد:شيء يُسكر غير الخمّر؟
عبدالعزيز:عِطرها.
فهد:شيء لا ينتهي بالنسبة لك؟
عبدالعزيز:حُبي لها.
فهد:شيء ينمو ولا يتوقف؟
عبدالعزيز:حنينّي إليها.
فهد:شيء تُريدهُ غيّرها؟
عبدالعزيز:هي ولا شيء سِواها.
ضحكوا على قُدرة فهد في صيّاغة الاسئِلة وسحب الأجوبة من جوّف عبدالعزيز من دون شعور ،الجد بضحكة:كفو يا فهيّد كفو.
فهد اكتفى بتحريك راسه،ثم التفت الجد على عبدالعزيز غمز وقال:اجل طلعت مُغرم وبقوة ياعزيز.
الجدة نوره ضحكت وفتحت يدينها لعبدالعزيز وقالت:تعال يا أمي تعال،معليك منهم الحُب مو حرام.
عبدالعزيز حضن جدته وباس راسه،وأحمّرت وجنتيه والتفت على فهد بخجل ممزوج بغضب:هيّن يا النكبة هيّن.
فهد اللي حرّك كَتِفيه بعلامة اللامُبالاة:انت طلبت وانا نفذت.
شمّق له عبدالعزيز وصدّ بقهر،غرام بهمس لهيّام:وايي عشقان وبقوة الاخ عزيز.
هيّام عقدت حواجبها وقالت بدون اهتمام :والمطلوب؟
غرام بنفاذ صبر:يا بقرة انتِ المقصودة.
هيّام ضحكت ضحكة خفيفة وقالت بسُخرية:مو منجدك غرام!
وصدّت هيّام بكُره لعبدالعزيز وطاريّه،وغرام تأففت،الجد:يلا يا فهد،سمعنّا اللسّان العذب.
فهد ببتسامة:ما طلبت شيء.
فهد رفعّ نظره لِغرام ولما صارت عينّه بعينّها تنهت وصدّ وقال:مدينة الحُب؟هي المدينة التي حُرِّمت أرضها على النسيّان،هيَّ فاكهة الإنتحار التي نأكلها غير مُبالين بالحياة،هيَّ مدينة الموّت المُشتهاة،التي نُفتش عنها بِعناد في خرائِط الأقدار،حتى اذا تجاوزنا أسوارِها،ورأينا بؤس سُكانها،عرفنا أن مدينة الحُب لا يسكُنها العُقَلاءُ.
غرام قالت بهمس بحيث ما يسمعها غير هيّام:الحُب؟ طريقٍ بسلكه معك يالفهد!
هيّام بضحكة وبهمس:راحت ملح البنيّة.
غرام ابتسمت وتنهدت،صفقوا بإنبهار لكلام فهد،الجد:تُركي؟
تُركي ناظر هيّام بِكل جراءة وقال:كلما حاولتُ أن اكتُبُ فيكِ تخوننّي كلِماتي،فأجد نفسي لم أستطِع وصف ما اشعر بهِ تِجاهك بالشكل الصحيح فلا نصّ يكفّي لِوصفكِ ابدًا.
هيّام اللي بققت عيونها وبوزّت من تحت النِقاب،وعبدالعزيز اللي كان يحّس النِيران تاكل صدره،عبدالعزيز كان يحسّ وكأن الدُنيا حُشِرت بحلقهُ ومنعّت الهواء عنه،وكأنه كان ماخذ النار شهيقًا،بل وكأنهُ ابتلعَّ جمْرًا،اعتلّى معدل ضربات قلب عبدالعزيز وبدأ بالتعرق وشعرَ بالإرهاق،الغيّرة كالجمْرة،تُحرق و تؤلم بِشدة،عبدالرحمن اللي حس تنفس عبدالعزيز بدأ يعلّى بشكل مُرعب وملحوظ،قرب عبدالرحمن من عبدالعزيز وشدّ على يده وكأنه يقول تمالك نفسك،الجد اللي لاحظ بس ماحب تكبر المشكله بين احفاده صدّ وقال:حسين؟
حسين:ما دامت روحي تسكُن جسدي،لن يمُّت حُبي لكِ،سأبقى احبكِ،في قُربك وبُعدك،وفي كُرهِك لي،سأحبك حتى آخر لحظاتي.
العمّة سارة بهمس:بسم الله على قلبك يالحسين،الله ينولك منالك يا امي انت.
ليّال اللي تذكرت اللي صار بينّهم ثم شدّت على يد ميّسم وصدّت بضيق،
أنت تقرأ
" عطّوه فرحتي لا تخلّونه حزين ".
Randomتبدأ قصتنا من لحظة ادراك بطلنا بأنه يحب بنت عمّه اللي يتجاكر معها دائمًا،عندما ادرك بأنه يحب البنت اللي اذا اجتمع هو وهي بِمكان واحد اقاموا حربًا،الفتاة التي يضن انها تكرهه،ياتُرى ستنجح قصة حُب عبدالعزيز؟نعرف ذلك بعد القراءة.