البارت الثالث عشَّر:

2.5K 64 13
                                    

صباحًا جديدًا،وشمسًا تبُث نورِها على ارجاء العالم،اصواتا مُتعددة ومختلفة،رائحة الافطار الزكيّة،وازياء الدوام والدراسة الرسمية،روائح مُختلفة منها العُود والعنبّر ومنها المسّك والياسمين،مُستيقظ ببتسامة،لايعرُف مصدرها،قلبْه يشعر بشيءً غرِيب،تنهد ونطق ببتسامة:اللهم اجعله خير يارب.
وقف واخذ مُستلزماته وتحرك بإتجاه سرير ولده المُسترخي بشكل تام والواضح نومتّه عميّقه وباسه،واتجه الى الحمام"يُكرم القارئ"ياخذ شاور،وبعد عدة دقائق خرج ولبّس السكراب الخاص فيه،ابتسم من رائحة الأكل الفواحه،تنهد بِحُب واخذ البرُوش الذي يحمل اسمه بالاضافة الى اللابكوت والسماعة الطبية،دخل الصالة الصغيرة وابتسم لإبنته المُشاكسة،مُلاذ:اوهه يارببببي،احمد شوف بنتك!!
ضحك وهو يفتح يدينه،واسيل تجري الى ان توسطت احضانه:ليه يابابا ما تسمعين كلام ماما ؟
اسيل:هي اليوم غريبه!
احمد عقد حواجبه ورفع راسه لمُلاذ:غريبة؟
توترت مُلاذ من نظراته،شتتّ نظرها وقالت بصوت طفيف:الفطور جاهز،يلا لا تتأخرون انت ودلوعتك على الدوام.
استغرب حركتها،ولكنه أومأ واخذ اسيل واتجهوا لطاولة الاكل.

بِمكان آخر،تحديدًا بيت السيّف.

جالسين على طاولة  الاكل،لا صوت سِوى انفاسهم وصوت اصتدام الملاعق بالاطباق،قطع لحظة الصمت السيّف لما تنحنح وقال:رِيهام يا بابا بتداومين؟
رِيهام وهي تهز بالموافقة:ايه،صرّت احسن.
مُنى:ما ودّك ترتاحين يوم على الاقل.
وقفت ونطقت:الحمدلله.
ومشّت بإتجاه ابوها وباست راسه وراحت لمُنى باست راسها وانحنت تبوس وجنتها ونطقت ببتسامة:ماما صدقيني بخير،لو احس اني مو بخير ما داومت.
تنهدت بأسى:تمام ياماما،الله يحفضكم.
السيّف:يلا يابابا لا تتأخرون.
التفت لخالد ونطق بجدّية:كم عندك محاظرات؟
خالد وهو يناظر الساعة المُحاطة بمعصمه الايسّر:وحده ومدّتها مايُقارب ساعتين ونص تقريبًا،ليه وش بغيت يالغالي؟
السيّف:ابيك بعد ما تخلص تروح مع بدر تشوف اذا يحتاج منك مُساعده او شيء.
خالد أومأ:لا توصي يابابا تعرف بدر وش يعني لي!
اريام بتساؤل:بتروحون تتقدمون للبنت اليوم ؟
السيّف:ايه.
عبدالله:والمِلّكة متى ؟
السيّف:اليوم بعد ما تجون من الدوام تتجهزون ونروح ان شاء الله.
هيّام بصدمه:بببااابااا مو منجدك!!
السيّف بضحكة:شفيك يابابا؟
هيّام بملامح مصدومه:مايمدي نتجهز !!وشذا الجحفله بابا!!
نطقوا مُنى واريام ورِيهام بتأييد:صادقة!!
السيّف بضحكة:هههههههههه،لا تخافون بياخذونكم العيال للصالون والفساتين تجيكم لين باب الصالون وش تبغون اكثر من كذا؟؟!!
تنهدوا براحة،عبدالله بضحكة:ياليّل البنات اوفر دائمًا.
ضحكوا من بين تشميقات البنات لعبدالله ،خاف من نظراتهم وهمس بحيث محد يسمعه:العيّاذ بالله!.
وقفوا وطبعوا قُبلات الحب لأبوهم وامهم،ومشّوا للبايكة.

بِمكان آخر،تحديدًا بيت العمّة سمّاح.

جالسين ياكلون بهدوء عكس الخوف الذي بداخلهم،والدهم بالفتره الاخيرة اصبح غريب وجدًا،كانوا يتبادلون نظرات الخوف والتساؤل،قطع سلسلة النظرات اللامُتناهية اتصال على جوال العمّة سمّاح رفعّت الجوال لحد ما توسط اناملها،ناظرت الاسم'احمد'،رفعّت يدها الثانيه بتقبل الاتصال،لكنّها جمّدت بمحلها وبهتت ملامحها من سؤال زوجها لما قال بنبرة غريبة عليهم:من المُتصل؟
ثواني وهي جامدة تحت نظرات الربكة من بناتها وولدها الوحيد،اخذت شهيق لثواني معدودة ومن ثُم زفرت بهدوء ونطقت:احمد ولد ناصر اكيد بياخذ سند!!
صدّت وردّت على احمد:لبيه يا احمد.
احمد ببتسامة:لباك،صباح الخير عميمه.
سمّاح:صباح النور،اخبارك يا ابو اسيل؟
احمد:الحمدلله طيب،اخبارك واخبار البنات وسند ؟.
سمّاح ابتسمت ابتسامة باهته وحزينه ودارت بأنظارها على بناتها وسند،ومن ثم حولت نظرها على طارق،اهلها مايذكرونه،لانه بِكُل بساطة مابينّه وبينهم تواصل ومودّة،وقت مصلحته يطق ابوابهم وغيره مايلمحونه على مدى بصرهم،ونطقت:الحمدلله طيبين لا عدّمت حسّك.
احمد بحُب:امين وياك،بالله خلّي سند يجي اخذه للدوام.
سمّاح:جايك،ماقصرت الله يعطيك العافية.
احمد:افا يا عمّه سند اخوي مثل فارس وفِراس.
ابتسمت بحُب:مع السلامه يا الغالي.
احمد:في امان الله.
قفلت والتفت لسند وباست خده:يلا ياماما احمد ينتظرك.
سند حضنها ونطق بهمس:مع السلامه ماما انتبهي لنفسك.
ابتسمت له وهو بادلها الابتسامه ومشى خارج لسيارة احمد،التفت على البنات ونطقت:متى بتروحون متأكدين خوالكم بياخذونكم ياخوفي محد يداوم فيهم.
غرور:لا بيجون.
ليّال:الحين بيجـ...
قطع كلامها البّوري عند الباب،ليّال ببتسامه:ها،جاوا.
وقاموا يبوسون امهم ويودعونها ويطمنونها بأطيب الكلمات،ناظروا ابوهم ونطقت غرور:يلا بابا مع السلامه.
ليّال بنفس نبرة غرور:بأمان الله يا بابا.
وخرجوا،بينما سمّاح كانت تراقبهم بعيون دامعه لحد ما طلع صوت ارتطام الباب نتيجة تقفيله ،التفت عليه وبنبرة قاسية:الله لا يسامحك حسبي الله ونعم الوكيل فيك،شوف لوين وصلك طمعّك،تغيرت على بناتك اللي كنت لهم الكتف والظهر،والشدّة وقت الرخاء،بناتك اللي كانوا ياخذونك بالاحضان قبلي ويحوفونك بالاهتمام والكلام قبلي،واليوم ؟اليوم صاروا يخافون يقربون صوبك،بالرغم من خوفهم ما تركوك بدون قيمه،قالوا لك كلام طيب،وسند الطفل اللي مفروض مايفكر الا بدراسته وباللعب والاشياء المشابهه لاهتمامات الاطفال صار يهمس بأذني ويقول؛ياماما انتبهي لنفسك،خلّيت الولد يشيل هم اكبر من همومه،وانا تشّك فيني يالخسيس؟وتتوقع اكلم غيّرك؟ليه البنات اللي حولك كذا؟حسبي الله ونعم الوكيل.
صدّت ودخلت غرفتها تكمّل انهيارها،وهو خرج بدون اهتمام لكل كلمة انقالت.

‏" عطّوه فرحتي لا تخلّونه حزين ".حيث تعيش القصص. اكتشف الآن