البارت العاشِر:

2.3K 68 9
                                    

واقف خلف مبنى قديم بالقرب من المُستشفى،وهي مُستلقيه بالخلف فاقدة الوعي،اخذ بكّت دخانه يستنشق احد محتوياته بين شفتيه،رفّع جوالّه يتصل على مازن وماهي الا ثواني وجاه صوت مازن:هلا جوّاد؟
جوّاد:الان تروح غُرفة المُراقبة تحذف الادلة اللي توّضح أني خطفّت حفيّدة سيّاف!
مازن بغضب وصوّت عالي:وششششو؟؟!مريض ولا صاحي جوّاد الله يقلعك بتنهي حياتك وحياتي معك!؟
جوّاد تنهد بنفاذ صبّر:مازن تكفى لا تزيدها علّي،بتسوي اللي قلت ولا اشوف غيرك؟
مازن:يلا الشكوى لله تدري ما اقدر ارفض لك طلب.
جوّاد:نوم عيني يا ابو فارس،استعجل!
مازن:يلا.
قفل الاتصال،وقربّ من الدريشّة الخلفية لسيارته،يتأمل ملامحها الساكنّة،نقابها سقط نتيجة حمّله العنيف لها،اتصل بأبوه:الو يُبه؟
...... :بشّر؟
جوّاد:معي الان وانا قدام مبنى مهجور احطها فيه ؟
...... :كفو،ايه وبعد ما اخلص اشغالي بتصل فيك تدلنّي اجيك!
جوّاد:تمام،مع السلامة.
...... :في امان الله.
فتّح الباب،وانحنى وجعل يدّه الاولى تحّت عُنقها والاخرى تحّت رُكبتيها،شالها بهدوء عكس عواصفه الداخلية،دخّل المبنى،نزلها بزوايا احد الغرف،وربّط ايديها ورجلينها،وعقّد فمها بقماشة حتى يمنع خروج صوتّها،ناظرها ونطق بهمس:بروح دوامي ابعد الشبُهات عني،ولا لو بيدي قابلتك الدّهر بأكمله.

بِمكان ثاني،تحديدًا المُستشفى.

توزعوّا رِجال ال سيّاف بممّرات المُستشفى،بينما مازن يلعب لعبته بالكاميرات وماهي الا ثواني وتم حذف جميع الأدلة،خرج وشاف حالتهم التي يُرثى لها ونطق وهو يمثل الاستغراب:شفيكم يا جماعة ؟
أحمد:بنت عمّي مفقودة،واحتمال كبير مخطوفة.
مازن بتمثيل للحزن:لا حول ولا قوة الا بالله،بلغتوا؟
خالد بتنهيدة:مارح يقبلون البلاغ الا بعد مرور ٢٤ ساعة من اختفاءها!
مازن:طيب والحل؟
بدر:مدري وانا اخوك.
دخل جوّاد المُستشفى،شاف حالتهم كيف مقلوبه ومن زود التوتر حتى السلام ما القّاه،مشى من دون مايلتفت لين ما دخل مكتبه،عبدالعزيز كان جالس رجلينّه ماهي قادرة تشيّله من هول صدمته،يحّس بأنه فاشل،كيف كذا تنخطف وهو جالس ومو قادِر يسوي شيء؟،وسخيّف بقدر ماهو جالس يفكر فيها بس مو قادر يتحرّك،مهما كانت المُشكلة التي يواجهها الان صعبة فلَّن تكون صعوبتها بقدّر أهمية موقفّه منها،جلس بجانبه عبدالرحمن:عزيز يا ولد شفيك مصنّم على الاقل تكلم ندري انك باقي صاحي؟
عبدالعزيز بتنهيدة:تكفى يا دحوم مو وقتك!
ربّت على كتفه عبدالرحمن:وكّل ربك يا عزيز وكلّه وهو خير المُوكلين.
عبدالعزيز بضيق:والنعّم بالله.
ورجعّ يكمل:كيف جدّي يا دحوم؟
عبدالرحمن بتنهيدة:يصحّى وكل ما يتذكر يرجّع يفقد الوعي.
وقفّ عبدالعزيز وهو يربطّ ثوبّه حول خاصرته،عبدالرحمن باستغراب:وين بها؟
عبدالعزيز وهو يتجّه للمُصلى بياخذ شماغه:انتبه لهم،بروح ادور لها ما اقدر اجلس كذا!!
عبدالرحمن:عزيززز!!وين بتدور يعني ؟
عبدالعزيز:مايهّم لو الفّ العاصمة لفّ مستعد الفّها عشان هيّام يا دحوم!
عبدالرحمن وهو يوقّف ويقلد عبدالعزيز يرّبط ثوبّه حول خاصرته:اجل رجلّي على رجلّك!
عبدالعزيز:اجلس يحتاجونك هنا،الا كم الساعة؟
عبدالرحمن:يكفوّن ويوفوّن ماهم بحاجتي كثرك،٥:٥٧ المغرب قرب نصلي ونروح شرايك؟
أومأ عبدالعزيز براسه،انتظروا على ما اذن وفضيّت ممرات المُستشفى لانهم الان متوزعين بالمُصليات.

‏" عطّوه فرحتي لا تخلّونه حزين ".حيث تعيش القصص. اكتشف الآن