غارقةً بِتلك الاحلام المُخيفة،احلام؟هل قُلت احلام؟عذرًا إنها ليسّت احلام،بل إنها كوابيس مُرعبة،كانت تتحرّك بعشوائية،والعرَق ينحني سائلاً من اعلى جبينها،شدّت يدها على المفرّش،عقدّت حواجبها،فزّت وصرخت بخوف:يُيييبه!!!!
وقفّت من غُرفتها تركض بخطوات مُرعبّة بإتجاه غُرفة والِدها،فتحت الباب وقفت بإستقرار امام السرير الذي يتوسطه والدها النحيّل،اقتربت تتحس انفاسه،زفرت براحه ونطقت:الله لا يوجعني فيك يا ظلّي وذرّاي.
جلست عند سريّره ومسكت كفّه الساكن،ارخّت جسدها،وضعت راسها على جانب السرير ونامت بهدوء.
مرّت الدقائق بِلُطف،صحّت على صوّت اذان الفجر،توضت وصلّت،وبدأت تدعي لأبوها بالشفاء ولأخوها بالهداية،هي تعرف انه سيء ويمشي بالطريق الغلط،ومصيره يتعاقب،ولكن اخوها ما تقدر تتخلى عنه بسهوله،وقرأت كم صفحة من القرآن بكُل خشوع،اقفلت المُصحف وتنهدت:يارب.
وقفت واتجهت للمطبخ،سوّت فطور بسيط وشاهي واخذت ادويّة والدها واتجهت لغرفته،حطت الصحن على الطاوله القريبه لسريره ومسحت على يده ونطقت بنبرة مليئة حنيّة ورِقة:يُبه يا بعد ناسي؟اصحى افطر عشان تاخذ دواك.
فتح عيونه ببطء ونطق ببتسامه:شوق يُبه؟
شوق باست كفّه وردّت:عيونها؟
الاب بنبرة خيبه:مازن رجع ؟
هزّت راسها بالنفي:لا يا يُبه ما رجع،وصراحة ماودي يرجع وهذيك حالته!!
هزّ راسه بتأييد ونطق:الله يهديه.
نطقت بصوت اشبه للهمس:امين.
كملت وهي توقف:ساعدني اسندك لاجل تاكل.
أومأ وهو يقول:بيجي جوّاد باغراض للبيت،لما جاء بلغيني ابغيه بكلمة راس.
ناظرت ابوها بتشتت وقالت بسُخرية:ولدك دكتور وراتبه حلو بس صديقه اللي يجيب المصروف!وفوق ماهو دكتور متزوج بالسر وحده فلوسها تغطي بلد،ويمشي بالحرام وفلوسه زايده بالرغم انها حرام،ومستكثر علينا كم ريال،اساسًا مدري كيف تصادق هو وجوّاد وصاروا اصحاب؟،هو السبب لين صرت طريح فراش وحتى سؤال مايسأل عن حالتك ودواك مايجيبه اذا خلص،غير ما اقول الا الله يسلم الرجال اللي زي جوّاد مو امثال الرجال اللي زي ولدك.
ابتسم بانكسار وسكت وهو يستقبل الاكل من يديّن بنته الاشبه بالحرير من نعومتها،صديقته بأيام البؤس والإنكسار،دفئه عند الشِتاء،دواءه عند التعب،راحته عند القلق،بلسمُه عند الجرح،مواساته عند الضيق،اميرته وصغيرته التي جعلت منها الظروف فتاةً فطينة وتتعامل بعقلانية،يناظرها بعيون تلمع،تأنيب الضمير يقتله باليوم الآف المرات،تركت دراستها لأجله،تخلت عن احلامها لأجله،تركت رغباتها كأي أنثى لأجله،وهي تراه يستحق كل شيء،فالأب شيء عظيم لإبنته،تراهُ البطل وان لمْ يكُن له قِوى خارقه،تراهُ الحبيب وإن لمْ يكُن كذلك،الفتاة لا ترى اخطأ والِدها،تنهد بحُب:الله يخليك يا شوق ولا يحرمني بسمة محيّاك.
ابتسمت وقبلت راسه:ولا يحرمني منك يا بعد ناسي.
وقفت وهي تشربه الادويه وترجع اواني الفطور للمطبخ،وتجيب القهوه لأجل تسولف للشخص اللي تشوفه يستاهل يضيع وقتها وهي تسولف له.
أنت تقرأ
" عطّوه فرحتي لا تخلّونه حزين ".
Randomتبدأ قصتنا من لحظة ادراك بطلنا بأنه يحب بنت عمّه اللي يتجاكر معها دائمًا،عندما ادرك بأنه يحب البنت اللي اذا اجتمع هو وهي بِمكان واحد اقاموا حربًا،الفتاة التي يضن انها تكرهه،ياتُرى ستنجح قصة حُب عبدالعزيز؟نعرف ذلك بعد القراءة.