مرّت الايام بثقل عليها،بعد ان كانت تستيقظ على صوته،اصبحت تستيقظ على صوت المُنبه المُزعج،بعد ان كانت تدخل المطبخ وتطبخ لهُ بِكُل حُب،اصبحّت لا تأكل،لا تشتهي بعد فُراقه شيئًا،كانت لامّه نفسها وتاركه شعرها ينسدل بطوله المُثير وتناظر الى تِلكَ البُقعة التي كان والدها يتوسطها يومًا من الايام،مرّت ثلاث ايام فقط،ولكنها لم تشعُر بالوحده لان اصوات المُعزين كانت تُدخل الازعاج وتمنّع شعورها بالوحده،ولكن هذا اليوم الاول بعد ايام العزاء،حقًا اصبحت تشعر بالوحدة لا صوت سِوى صوت انفاسها يليّه صوت بكيّها الخفيف الاشبه للبُكاء الصامت،كانت تبكي بشرود،كان جوالها يرّن بشكل مُتتالي ولكنها من شدة شرودها لم تنتبه...
في هذه الاثناء،ولكن بِمكان آخر،تحديدًا المُستشفى.
كان مداوم بشِفت مسائي،تنهد بعد ما انتهى من احد عملياته،يفصخ القُفازات الطبية والكمامّة مُحدث النيّرس:تابعوا الاشارات الحيوية بإستمرار وبلغوني فور صحوته عشان اشوف اذا في مضاعفات او نتائج عكسية.
اشارت النيّرس رأسها بالايجاب مُردفة:حاظر دكتور.
اشار راسه ببتسامه مُتعبه ومشى لمكتبه،جلس وناظر جواله بضياع،يفكر يتصل ويتطمن؟ اردف بصوته الداخلي مُحدث نفسه"شفيني ؟لا لا لازم اتطمن بالنهاية هي وصاية العم فارس لي،ومايصير اخليها وهي في أمّس الحاجه لي،ايه بتصل بتصل"،حُسِّم قراره واخذ جواله جاعِله يتوسط يده،واتصل ولكن لم يأتيه الرد من الطرف الاخر واردف بهمس:افف،شفيها ماترد؟!
ورجعّ يتصل للمرة الثانية،والمرة الثالثة،وإلى ان اصبحت مُكالماته بعدد سبّع مُكالمات،واثناء كُل مُكالمة كان الرعب يتسللّ ويدُّب بقلبه،وقف واخذ مفتاحه ويسابق كل خطوة بالاخرى من شدة خوفه ومقصده'بيت العم فارس'لا يعلّم كيف بثواني توسط السيارة وشغلها وتحرك بسرعة فائِقة،وماهي الا كم دقيقة،ومدّة لا تعتبر طويلة بسبب سرعته الفائِقة والطريق الفارغ نوعًا ما،نزل وهو يمشي بخطوات مُستعجلة اشبّه بالركض او فعلاً كانت خطواته هروّله،فتح الباب ومشى بعجلة بانحاء البيت وبعقله تروح وتجي افكار بإنها فيها شيء،وقف يناظر غُرفة العم فارس،ولكنه تحرك وفتح الباب بشويش خوفًا من المنظر اللي كان متوقع يشوفه،ولكنه تنهد تنهيدة طويلة،كان يتوقع شيء،ولكنه شاف العكس،شاف جلستها اللي تهلّكه وشاف شعرها مثل الليل كاسيها،شاف كيف وجهها محمّر من شدة البُكاء،تنهد كيف انها تبكي بشرود لدرجة انها ما ركزت بجيته،تقدم مُردف بصوت هادئ خوفًا من افزاعها:شوق؟
لاردّ...،لانها لم تكن بحاله تسمح لها بالسماع جوارحها مع بطلها الراحِل'والدها'،جوّاد جلس بمستواها ورفّع يدّه نيته يصحيها بالربّت على كتفها ولكنه تراجع وانزل يده من رائحتها،وكأن رائحتها تغزو قلبه بأشجع الفُرسان،عندما تتسللّ رائحتها الى خشمّه يشعر وكأن أيدّي باردة تُحيط بقلبه،تنهد يردف بنبرة اعلّى:شوق؟شوق يا ابوي انتِ تسمعيني ؟؟!
ارمشّت بتكرار حتى سقطت ادمُعها بكل سهوله،ادركت اللحظة اللي هي فيها وانه امامها الان،رفعّت طرحتها ورمتها على شعرها بشكل عشوائي،حطّت طرفها على نصف وجهها السُفلي مُردفة وهي عاقدة حواجبها بإستغراب:جوّاد؟شتسوي هنا؟
جوّاد تنفس بأريحية:الله يهديك خوفتيني.
اردفت بغرابه من كلامه:خوفتك؟كيف؟
جوّاد:ادق على جوالك ماتردين..
شوق اردفت بهدوء:اعذرني،ما انتبهت له.
أومأ مُردف:ماعليك،بس ليش تسوين بنفسك كذا؟استغفري ربك وارضي بقدره.
اردفت وعينها بالارض:ان شاء الله،بس...
جوّاد باستغراب:بس؟بس وش؟
شوق باحراج:اااءء،شسمه...مايصير تجي بيتنا مابقي غيري والناس ما يسكتها شيء!
سكت بتفكير ثم اردف بعدها:ماعليه،المهم رقمي عندك اذا بغيتي شيء لا تترددين امنتك بالله.
شوق ببتسامه باهته:ما عندك قصور،مشكور.
ابتسم مُردف:يلا في امان الله،سكري الابواب.
شوق أومأت ناطقة:ان شاء الله.
خرّج راجع أدراجه،وهي وقفت تاخذ شاور تصحصح وتبعد افكارها...
أنت تقرأ
" عطّوه فرحتي لا تخلّونه حزين ".
Randomتبدأ قصتنا من لحظة ادراك بطلنا بأنه يحب بنت عمّه اللي يتجاكر معها دائمًا،عندما ادرك بأنه يحب البنت اللي اذا اجتمع هو وهي بِمكان واحد اقاموا حربًا،الفتاة التي يضن انها تكرهه،ياتُرى ستنجح قصة حُب عبدالعزيز؟نعرف ذلك بعد القراءة.