اصوات الأمهات العالية،رائحة القهوة الفائحة،همهمت الاولاد حبًا للنوم،العمّة مُنى:يلا يا رِيهام خواتك جهزوا وانتِ ما صحيتي؟
رِيهام مُستقليه بِلا رد،العمّة مُنى اقتربت بخوف وهي تهز كتف رِيهام وتتمتم بَـ:رِيهام يا أمي؟رِيهام؟
العمّة مُنى رُغم الخوف الذي بدأ بالتسللّ لقلبها،الا انها تتصرف بعقلانية،اقتربت الى عنق ابنتها وهي تتحسس شِريانها السُباتي،فجأة تسللّت ابتسامة فرحة الى مبسّم العمه مُنى وهي تقول بصوت طفيف:اللهم لك الحمد،الحمدلله يارب.
استقامت بطول جسمها المُعتدل وهي تُحظر قليلاً من الماء تُريد ان تجعل رِيهام تستفيق وتستعيد وعيّها،بدأت برش قطرات الماء على وجه رِيهام بِرفق،رِيهام بدأت بتحريك جفنها بشكل اشبه بالرعشة،وهي تأن بألم العمّة مُنى:رِيهام بروح اودع اخواتك وعبود وخويلد للمدرسة وبرجع نروح مُستشفى لا اسمع اعتراض!!!الصحة مو لعب يا ماما!!!
رِيهام اكتفت بتحريك جفنها بالدلالة على الموافقة،نزلت العمّة مُنى لباقي افراد عائلتها المُجتمعين حول طاولة الطعام،تقدمت وهي تتصنع الابتسامة:يلا روحوا دوامكم.
خالد بتساؤل:ماما؟
مُنى:لبيه؟
خالد برفعة حاجب:ورِيهام وينها فيه؟
العمّة مِنى وهي تشتت انظارها بمحاولة اخفاء خوفها:مارح تداوم!
اريام بأستغراب:ليه؟عندها مُحاظرات؟
مُنى:تعبانه شوي،معليه وَجد بتساعدها.
سيّف بخوف:شفيها ؟تعبانه مره؟
مُنى:بنروح نشوف وش فيها.
والتفتت على ابناءها وبناتها:يلا،لا تتأخرون على الدوام!
هيّام وهي تهز راسها بالنفي:بجلس،وبروح معكم اشوف وش فيها رِيهام،اساسًا لها كم يوم مهمله اكلها ونومها،مهي على بعضها.
سيّف:لا يا بابا ماله داعي،داوموا انتوا وأنا بطمنكم.
عبدالله:بس يا بابا مـ...
انبتر كلام عبدالله من قال العم سيّف:لا بس ولا شيء،يلا عبود دوامكم.
العمّة مُنى:يلا يلا،بلا كثرة هرج.
خالد بمحاولة تلطيف الجّو قال بضحكة:طرده ذي؟
تخصرّت العمّة مُنى:ايه وش عندك؟
خالد بضحكة:افا
السيّف بضحكة:ايه افا ما افا،يلا دوامكم
اكتفوا بهز روسهم بالدلاله على الموافقه المجبريّن عليها،وخرجوا مُتجهين للبايكة ما عدا خالد اللي اتجه لسيارته.بِمكان آخر،تحديدًا سوّر منازِل ال سيّاف.
واقف مُتراكِي على مُقدمة سيارته،ويجعّل رِئتاه تآخذ من دُخانه،يستنشق دُخانه بكُل قهر،لا يعلم لما هو الان يقف ويُراقب؟ماهو الثأر الذي جعل من والِده شخص مُخيف هكذا؟ماهو ذلك الثأر الذي أشغله عن اشياء مُهمه في حياته،لم ينّام طوال ليلّه يُراقبهم،رمَى زِقارته واعتدل بجلسته عندما رأى البايكة تمتلئ تدريجًا من افراد آل سيّاف ونطق بفحيح:الله يسامحك يايبه،وانا وش لي بطيشّك؟!!
وتنهد ونطق يكمل وهو يمسح على وجهه:يارب صبّرك.
ركّب بسيارته ومشى مُغادر اسوّار ال سيّاف والحّي بأكمله.بالمكان المُقابل،بايكة آل سيّاف.
كانوا مُتواجدين بشكل تام ماعدّا رِيهام،عقّد حواجبه بإستنكار،وقال بيّنه وبيّن نفسه"فيه احد ناقص؟ايه رِيهام وينها؟"اصبح قلبُّه يدق بسرعة،لا يعلم لِما ؟ولكن يعتقد بأنه خوفًا لان وجهها بالأمس مُرهق ومُتعب،هزّ راسه بالسلّب ينفي افكاره،نطق ليتأكد:اريام،رِيهام مابتداوم؟
اريام وهي تنفي براسها:لا تعبانه مره،وماما قالت بترتاح و وَجد بتعطيها الاشياء المُهمه بالمُحاظرات!
وَجد اللي بدأت محاجرها تمتليء بالدموع،نطقت ببحة بكّي:امانه اريام شفيها؟
ابتسمت اريام كونهّا تعرف علاقة وَجد واختها رِيهام قد ايش مُقربات من بعض،ويعنون لبعض الكثير،وقالت بنبرة تتخلها الطمأنينة وهي تقرب وتحضن وَجد:تطمنّي ماما وبابا بيروحون يتطمنون عليها،وانتِ لازم تكونين قوية وتركزين بالمُحاظرات عشان مستقبلكم المُشترك.
ابتسمت وَجد من بين دموعها وهي تهز راسها برِضا.
بينما نايّف اللي ازدادت دقات قلبه،وبدا الخوف يتسللّ لقلبه،لا يعلّم لِما هو الى الان يُريدها؟،بالرغم من الصدّ والنفُور الذي يواجهه منها،الا انه لازال يحاول،لانه للأن يشعر بِلذيذ حُبها يتجدد كل ثانية،وكأنه يُسحب لِحبها بمغناطيس،كل يوم يزداد حُبه وشغفه لها،تنهد تنهيدة كفيلة بكسر أضلعه من قوتها،كانت قويه مما جعل ياسر ونواف يلاحظون ضيقته،تقدم ياسر وهو يربّت على كتف نايّف:مابه شر وانا اخوك ادّع ربك.
وتقدم نواف وحضن اخوه،حضنه بصمّت،حضنه بكل قوة بدون كلام،وكأن ذلك الحضن يتكلم ويواسي ولكن دون نطق الاحرف،مواساة صامتّه،لكنّها اقوى بكثير من تلك المواساة الثرثارة،التفتوا البنات عليّهم،اريام بطقطقة:تقليد ولا وش؟
رّفع انظاره عليها،وياخيبّة أملك يا ياسر،شعور الخيبة مو سهل،خصوصًا لو كان من شخص كنت تشوف جمال الحياة بعيّونه،وتضحك من ضحكته،وتزعل من زعلّه،وتتألم من ألمّه،وبيوم وليلة يصيّر يضحك لغيّرك،ويتشارك ألمّه وزعلّه مع غيرك،يا قساوتك يالحُب،وقساوة شعور الخيبة.
ضحكوا على كلام اريام،بينما نواف كان يناظر وَجد وهو يبتسم وكانه يواسيها بنظراته،ابتسمت وهي تحرك راسها بالموافقه،تنهد براحه وقال:يلا لا نلقم تأخير ترا جامعه مو ثانويه.
ضحكوا وركبوا بمقاعدهم المُعتاده،ماعدا رِيهام.
أنت تقرأ
" عطّوه فرحتي لا تخلّونه حزين ".
Randomتبدأ قصتنا من لحظة ادراك بطلنا بأنه يحب بنت عمّه اللي يتجاكر معها دائمًا،عندما ادرك بأنه يحب البنت اللي اذا اجتمع هو وهي بِمكان واحد اقاموا حربًا،الفتاة التي يضن انها تكرهه،ياتُرى ستنجح قصة حُب عبدالعزيز؟نعرف ذلك بعد القراءة.