بدأ ضوء الشمس بالانتشار،والظلام ينجلّي شيئًا فشيء،ولكن الغيوم تُقيم إجتماع يحجب ضوء الشمس،وصوت تلك الرياح تجعل الاشجار تهتز،وتلك العصافير تبدأ بالزقازيق والغِناء،بدأ المطر ينزل قطرةً تتلّو الأخُرى،استيقظت العائلة شخصًا تلّو الآخر على رائحة الفطور الشهِّي،وصوت غِناء جدتهم المُحِبة لهم،وصوت جدهم الذي يعتلّي مسامعهم،الجد سيّاف:يلا ياعيالي قوموا،يابنات يلا قوموا شوفوا الجو!
هيّام قامت وهي تتمدد وقالت ببتسامة:ياصباح الوجه الرضّي يايبه.
الجد ببتسامه:صباحك سعاده،هيّام يابوي مابتلعبين بالمطر؟
هيّام بققت عيونها:تمطر؟
هزّ راسه الجد بالايجاب،وقامت هيّام تجري ببجامتها الكَت،خرجت بشعرها الكيرلي تلعب بالمطر وتتبلل غافلة عن اللي كان قايم بجنب السيارة،كان يشوفها تلعب بالمطر ببراءتها وبجمالها المُختلف،كانت تقفز وتعلّي صوتها وكان فرحها يعّم المكان،وكأنها طاقة إيجابية تنتشر بكل مكان تاطاه،وتسللّت ابتسامة خُبث ومكر وفتح السيارة وشغل "ياطفلة تحت المطر-طلال مداح"ورفع في الصوت ومشى بإتجاه تلك البُقعة التي تلعب تحت المطر بوسطها وهو يغني بصوته الجهوري وبحته المُخيفة التي تجعل القشعريرة تحتل جسدها:
...
يا طفلة تحت المطر .. تركض واتبعها بنظر
تركض تبي الباب البعيد .. وتضحك على الثوب الجديد
ابتل .. وابتل الشعر
...
لو رميتي شالك الدافي .. على متن السما
دفيت الشمس من فصل الجليد
...
لو نثرتي صوتك الغالي .. على صدر الظما
انبت العشب واخضر الجليد
...
يا طفلة تحت المطر .. تركض واتبعها بنظر
تركض تبي الباب البعيد .. وتضحك على الثوب الجديد
...
التفتت واطلقت ضحكة مُرعبة ورنانة وقالت:ويطلع عندك ذوق ياولد سُلطان؟
ابتسم وقال:طايح من عينك ؟
بادلته نفس الابتسامة و كتفت ايديها:ما بعد مليّت عيني عشان تطيح منها!
عقد حواجبه وقال:هيّام؟
هيّام بتكشيره:نعم؟
عبدالعزيز بملامح خالية من التعبير:بينك وبيّن تُركي شيء؟
هيّام عقد حواجبها بتفكير ثم ابتسمت قهرًا لعبدالعزيز وقالت:ايه،ليه شفيك؟
عبدالعزيز اللي انخطف لونّه وبهتت ملامحه،مدّ يده ومسك معصم هيّام الرقيق كغصن الورد والناعم كالحرير وشد عليه لدرجة ألمّت هيّام، وقرب وجهه منها لدرجة جعلت انفاسه تختلط بانفاسها وقال:هيّام لا تفكرين بغيري،والله وبالله وتالله اخلّي كل من تلتفتين له وتصدين مني عشانه تحت الثراء وهذاني حلفت يا هيّام.
هيّام ابتسمت تخفي وجع معصمها،وتتصنع القوة:وانا لك ابعد من نجوم الثرياء ياعزيز،وخر عن حياتي لا اقلب حياتك عليك!
ابتسم عبدالعزيز وقال:اقلبيها مايهمني،الاهم بعدي عن تُركي عشان ما تكونين سبب بإلحاق الاذى فيه!
اقتربت وهمست عند اذن عبدالعزيز:وحشى ان يمسّ تُركي الضيق والاذى وانا درعه.
عبدالعزيز اللي جمّد بمحله تمنى تجي صاعقة وتسرق مسمعه،او الجاثوم يحتله ولا يقدر يسمع اللي حوله،اعطته ظهرها ومشّت خطوتين بينما هو يناظر ظهرها المكشوف وشعرها الكيرلي،التفتت عليه وقالت:لا تخاف يا ولد سُلطان،انت بس بعد عن حياتي وما بيجيك شيء.
واخذت ترسل له بوسه بالهواء وغمزت وقالت بضحكة سُخرية:بوسه تصحيك من احلامك يا ولد سُلطان.
ومشّت وهي تتمايل وتغني بهمس بشفايفها اللي ترجف لانها مُبللة من المطر،عبدالعزيز اللي ضرب رجله بالارض من زود القهر،واستجمع نفسه،رجع يطفي السيارة ويبدل ملابسه اللي تبللّت نتيجة جلوسه مع هيّام تحت المطر.
أنت تقرأ
" عطّوه فرحتي لا تخلّونه حزين ".
De Todoتبدأ قصتنا من لحظة ادراك بطلنا بأنه يحب بنت عمّه اللي يتجاكر معها دائمًا،عندما ادرك بأنه يحب البنت اللي اذا اجتمع هو وهي بِمكان واحد اقاموا حربًا،الفتاة التي يضن انها تكرهه،ياتُرى ستنجح قصة حُب عبدالعزيز؟نعرف ذلك بعد القراءة.