البارت الحادي عشَّر:

2.1K 54 10
                                    

مُجتمعين في بيت الجدّ،ماخذينها بالأحضان،تناظرهم بِحُب وإمتنان،أن تكون العائلة حولّك،وتستشعر حُبهم نعمة عضيمة جدًا،قطع عليها لحظة التأمل واستشعار نعمتها العظيمه سؤال العمّة مُنى:هيّام يا أمي صار لك شيء عندهم ؟
هزّت راسها بالنفي وهي تحس بالاشمئزاز من نفسها،تتذكر انفاسه وهي تتصادم بعُنقها وتلفح خُصلات شعرها الكيرلي،اغمضت اجفانها بقوة من تذكرت قُبلته الطويّلة،تتذكر خوّفه عليها من الشخص المُسمى بِـ'ماجد'،وتصرفه العنيف لحظة خوفها على عبدالعزيز لا تعرف ماذا تسميّه استغلال؟حقد؟غيره؟،لا تعلم بماذا تُسمي تصرفه،قطع عليها غرام:هيّمو فيك شيء؟
هزّت راسها بالنفي وهي توقف وتتمتم بَـ:لا مافيني شيء،بروح البيت اخذ شاور.
اختلفت ردود الموجودين بين(تمام،الله معك،وإلخ...)،مشّت بإتجاه بيتهم وهي لا زالت تغرق وتطفّو بالتفكير والهواجيس اللامُتناهية.

بِمكان مختلف تمامًا،تحديدًا النفود.

جالس بأعلى الدّكة يناظر السماء،نسيم الليل يداعب شعره الطويل نوعًا ما،يتأمل السماء بنجومها ومكوناتها،يتأمل القمر،ابتسم ابتسامه طفيفة عندما رأى القمر يتذكرها،واتسعت ابتسامته عندما تذكر عيناها البُنيّة،وشعرها الكيرلي،وشعّر بالغصة تسكُن حُنجرته عندما تذكر قوتّها وصمودها،تذكر والدته التي فقدها عندما كان يتراوح عُمره بيّن الاربع الى الخمسة اعوام،لا يتذكرها جيّدًا،ولكنّه لم ينساها بالكامل،وكانوا يذكرونه بِها وبِأطباعها وتصرفاتها،نطق بصوت اشبه للهمس:ماينلام قلبك يا يُبه،اثاري امي كانت ملاك يمشي على الارض!.
جعل انامله تلتم حول كوّب الشاهي،رفع الكوّب الى ان التطم بشفتيه واخذ يرتشف بحذر من حرارة الشاهي وبُخاره الفواح،يرتشف رشفه تتلوها الاخرى وهو يغرق ببُنيّة العينين.

بِمكان اخر،تحديدًا بيت نمّر آل فهد.

جالسه على كنبّة غُرفتها،تناظر الارض تطوف بأخر مسج وصلها من بدر،كان مكتوب بالمسج"لا تطولين على قلب شفقٍ على لقياك،ولا تبخلين على مسمعّي بصوتك،ترا قلبي يرتجي الموافقة يا بنت النمر"،قلبها مره يرتاح ومره لا،ماتدري وش سبب تناقضها تجاهه،دائمًا تتخذ قراراتها بكل حرص،لكن هالمره غير،مو اي قرار،هذا قرار مصيري،قرارها يحكم حياتها المُستقبلية،دق الباب،اديم بسرحان:ادخل.
دخلت رهف،اديم:هلا رهف؟
رهف:شفيك ماتنزلين؟
اديم:مالي خلق!
رهف:اهرجي!؟؟
اديم بتعقيده حواجب:بأيش؟
رهف بتأفف:وش اللي شاغل تفكيرك؟!
اديم بتمثيل:ولا شيء!
رهف بطيف عصبيه:اديييمموهه!!!
اديم:نعععم؟
رهف:خلصيني!
اديم بتوتر:قفلي الباب وتعالي اقول لك.
اخذت رهف خطواتها تقفل الباب ورجعت تجلس بنفس الكنبة بحيث تكون مقابل اديم:يلا اشوف يالدلوعه وش مشغل تفكيرك؟
اديم بالتوتر ذاته:بدر!
رهف بأستغراب:بدر؟من ذا؟
اديم:صاحب الشركة اللي شحنوا لك السيارة.
رهف بنفس الاستغراب وعدم الفهم نطقت ترتجي التكملة من اديم:طيب شفيه؟
اديم بصوت مُتقطع من الاحراج اللي كساها والتوتر:قالـ...
رهف بفضول وحماس:قولي وش قال ؟
اديم بالخجل ذاته:قال لي اذا تقدمت لك بتوافقين!!
صرخت رهف وهي توقف من مكانها:كذااببببببه!!!
وقفت اديم بخوف:اششش اششش الله ياخذك يارهيييييّف!!!
رهف رجعت تجلس وهي تسحب اديم جنبها وقالت بضحكة:كبّي اللي ببطنك كله بسمعه من طقطق الى السلام عليكم.
اديم وهي تمد الجوال:جيّت شركته عشان سيارتك والمعلومات،المهم جلسنا نسولف ونعبي المعلومات وقال لي لا تناديني استاذ بدر خليني بدر حاف وانا احسبه من زود التواضع وقلت يلا بدر بدر،وبعد فتره ارسل على رقمي وشوفي الشّات باقي السالفة فيه.
رهف وهي تسحب الجوال تشوف المحادثه:كييييوتتتت!!
اديم بضجر:رهف قلبي بيخرج من مكانه وانتِ تقولين كيوت!!
خرجت ضحكة رنانة من ثغر رهف،اديم بتأفف:يارببببييي ياذا الاخت!
رهف بحماس:وش اللي يخوف ترا كيوت واضح يحبك!
اديم:مدري فيني خوف!
رهف:استخرتي؟
اديم وهي تحرك راسها بالموافقه:ايه واكثر من مره بعد!!
رهف بتساؤل:طيب مرتاحه؟
اديم بصدق:للامانه ايه مرتاحه بس فيني رُعب!
رهف بضحكة:معليك يالدلوعه هذا خوف انك بتصيرين مُرتبطه.
اديم بتردد:اوافق؟
انقلبت نبرة رهف للجدية:اذا مرتاحه وافقي،والرجال واضح ولد حلال،جاك بحسن نيّة وقالك بيطق الباب و واضح طيحتيّة من اول نظره.
اديم:تدرين وش؟
رهف:وش؟
اديم:فيه شيء يداهم قلبي اذا شفت منه مسج!
رهف ضحكت وهي تغمز:اخس يالبدايات!!!
رجعت تكمل رهف:وافقي وافقي،ولا انا بوافق بدالك!
اديم بصدمة:هاو،شدخلك؟
رهف بطرف عين:مستقبل اختي اكيد لي دخل.
اديم:الحين تذكرتي اني اختك؟،انقلعي لا اصفقك!
رهف وهي تسحب جوال اديم:اوريكككك!
اديم فتحت عيونها بوسعها من الصدمه:رهيييييّف؟خير؟
رهف بنبرة تهديد:توافقين ولا ارسل له انا؟
اديم:اعطيني بفكر!
رهف:خلاص تفكير كفاية،مرتاحه؟
اديم:يب.
رهف وهي تمد الجوال:يلا اشوف!
اديم:وش اقول؟
رهف بتأفف:اديموهه اللي كلامك رزين وحلو الحين ماتعرفين وش تقولين؟
اديم:بس بس حلطمة بكتب.
رهف:يلا اشوف!،عاد لا تفشلينا الولد كلامه يجنن!
رفعّت الجوال وجعلته يتوسط اناملها،اخذت راحتها تجعل اناملها تُلامس الكيبورد وكتبت"ارتاح قلبي لك من بين الناس شريكًا،انا اوافق بكامل ارادتي وقواي العقلية والقلبية لأجل ان نندمج معًا،نصبح روحين تتوسط روح"،التفتت على رهف تقرأ لها المكتوب،رهف صفقت بإنبهار وانفعالية:واااو اديييم واوووو!
وقفت تحضنها:مبروووووكككك يالدلوعععه!
اديم:يمممه يخوف الشعور!
رهف بضجر :بفهم وش يخوف؟
اديم تخصرت:شعليك؟لانك متزوجة تبغين تزوجيني ؟
رهف بضحكة:ايه.
اديم:وليه ان شاء الله ؟
رهف بضحكة:عشان يفضى البيت واعيش انا وذيّاب مع بابا وجدي!
اديم بغيّض:لا يا شيخة؟اقول انقلعي انتِ وحيوانك عن بابا وجدو!!
رهف:على اساس بابا وجدي مو اسماء حيوانات!!
اديم بضحكة:لحظة ادراك ذكور عائلتنا بأسماء حيوانات ماعدا بدر ياحياتي مُختلف.
رهف بصدمة:امداه يصير حياتك؟
اديم بضحكة:شدخلك ؟
رهف بضجر:كلي زق حقيرة جحدتني وهي حتى ما ملكت عليه !
اديم بضحكة:من اللي قالك تخليني اوافق.
جلسوا يطقطقون على بعض وسالفة تروح وسالفة تجّي.

‏" عطّوه فرحتي لا تخلّونه حزين ".حيث تعيش القصص. اكتشف الآن