عبدالعزيز دخلها تحت جناحة مداعب لها وهو ينطق:ماعليه الايام تثبت!...
هيّام وهي تمد يدها تسحب شعره:لا تمون الله يصلحك،وخر يلا مناك.
سرعان ما كشر:ابو طبيع ما يجوز عن طبعه.
ناظرته بنص عين:اقول امش قدامي ولا يكثر.
حرّك راسه بأسى داخلين وهي بجانبه...
جاهلين عن ذلك الواقف،كُسر شيءٍ ما بداخله؟او زادت قناعته في التخلي عنها؟لا يعلم ما موقفه بالضبط!،ولكنه اُعجب بعذوبتها ورِقتها،كان يناظر مكانهم بضياع ويفكر وش ممكن يجيبهم للمُستشفى؟،ولكنّه صحى على صوت شوق الباكي:جوّاد ابوي لا يروح تكفى!
تنهد وهو يبلغ النيّرس تجيب الطاقم يشيلون العم فارس بنقاله،دخل المُستشفى يتبع ذلك السرير المُتحرك الذي يتوسطه ذلك الشايب الهزيل،تليّه شوق بصوت شهقاتها الرقيق،تحت صوت المُسعفين:الانعاش الانعاش!!!
التفتت على جوّاد بعيون دامعه:جوّاد تكفى!!وش جالسين يقولون؟؟
تنهد جوّاد مُسترسل حكيّه بمحاولة تهدئتها:يا شوق الله يهداك،اذكري الله وما يصير الا اللي ربك كاتبه!!
اعتلى صوت شهقاتها يليّه صوتها:بس مالي غيره والله مالي غيره !!!
جوّاد بهدوء:ومازن؟مو هو اخوك؟
ناظرته بنظرات لو كانت نارًا لأحرقته ونطقت بغضب وانفعال:لا،لا مو اخوي،الاخو يتخلى عن اخته وابوه عشان الحرام؟الاخو اللي المفروض كل اخت تسمي اخوها سندي وعضيدي؟ليه مازن ماصار ولا واحد فيهم؟مازن كان سبب في إصابة ابوي بجلطة بالقلب واليوم هو بعد سبب في دخوله المُستشفى،هذا اللي تقول عنه اخوي؟اي اخو بالله؟الاخو اللي حملني مسؤولية وخلاني اعيش دوّره بالمسؤوليه وهو راح ماشي بطريق الطيّش والحرام!!
وطاحت من طولها باكيه قائله بنبرة مُتقطعه ومهزوزة:اي...اخو بـ...بالله؟
تنهد وهو يمسح على وجهه نزل لمستواها ناطق:شوق اهدي،ومعك حق مازن ما كان خير الابن او الاخو لك ولعمي فارس،ولكن صدقيني واوعدك انا بكون لك الاخو والابو والصديق و...
سكت دقايق وهي رفعت راسها له ونطقت ببتسامه مليئة همْ وضيق:و ايش مثلاً؟
جوّاد تنهد وهو يصد،كملت مُردفة بنفس النبرة:عادي قولها ترايّ ادري ابوي موصيّك عليّ لكن انا مستحيل اقبل اكون عبء على احد!!
تنهد وهو يهز راسه بالرِضا:زين،نتفاهم بعدين،بس الحين اوقفي غسلي وجهك وانا بروح اجيب مويّه تشربين!!
اشارت بالموافقه وهي تمسح دموعها بعنف مُتجهه لدورة المياة،بينما جوّاد تنهد خارج الى المُجمع القريب من المُستشفى مشيًّا،تنهد من تذكر وادخل يدّه بجيبه مُخرج جواله،اتصل على ابوه وما امداه يدق الا وصلّه صوت ابوه ناطق:هلا جوّاد؟
دخل المُجمع مُثبت الجوال بكتفه:يبه،كيفك؟
جراح عقد حواجبه:طيب الحمدلله،علامك؟
جوّاد اردف بنبرة يملأها الفضول:يبه علامهم خالي سيّاف واهله كلهم بالمُستشفى،احد فيه شيء؟كلمت خالي قريب؟
عقد حواجبه جراح وكشّر من الخوف ناطق:بالمُستشفى؟ماعندي علم ولكن جايكم،كلمته بالامس الليل على اساس اجيه اليوم،كنت انتظرك عشان نروح سوا !!!
جوّاد تنهد وهو يمد يده على المحاسب يدفع مبلغ الموية:زين يبه لا تتأخر،انا بالمُستشفى مع عمي فارس وبنته.
جراح اردف بإستغراب:عمك فارس؟
جوّاد:ايه يبه،طاح بعد ماعطيته علم ولده،يلا ما اطول عليك وبروح اشوف حاله.
جراح:طيب مع السلامة.
قفل من ابوه خارج بالماء مُتجه لِشوق،دخّل شافها جالسه على كراسي الانتظار ومغطية راسها بيدينها تقدم وهو ينحي لها بعد ما فتح قارورة الماء ناطق:تفضلي.
ناظرته بنظرات غريبه لفتره وترتّه ونطق بمحاوله اخفاء توتره:اشربي!
اخذتها وهي تنطق بصوتها الرقيق:تسلم.
اغمض جفونه بهدوء،وقع صوتها عليه ماهو عادي ابدًا،يحس وكأنه جوّاد مُختلف تمامًا مما كان عليه،صوتها ورائحتها تنهش داخله،توتره،الجراح اللي مايتوتر بأصعب العمليات،يوترّه صوت انثى ورائحتها؟،مايهزم الفارس الشجاع غير رِقة منطوقها،تنهد وهو يلتفت للدكتور الخارج ،تقدم ناطق:بشّر؟
تنهد الدكتور ورفع نظره لشوق،ورجع يناظر جوّاد مُردف بحزن:إنا لله وإنا إليه راجعون،عطاكم عمره الباقي من العمر لكم.
التفتوا على صوت سقوط قارورة الماء من يدها،فاقده للوعّي،جوّاد تقدم بخطوات سريعة اشبه للركض وهو يتمتم:لا حول ولا قوة الا بالله،لا حول ولا قوة الا بالله.
قرب يشيلها ويدخلها غُرفة المُلاحظة مُردف للدكتور بخوف:شوففف شغلك بسرعة.
جلس بجانبها ونزل شماغه على سريرها وجلس وهو ماسك شعره بصداع من الاحداث...
أنت تقرأ
" عطّوه فرحتي لا تخلّونه حزين ".
Randomتبدأ قصتنا من لحظة ادراك بطلنا بأنه يحب بنت عمّه اللي يتجاكر معها دائمًا،عندما ادرك بأنه يحب البنت اللي اذا اجتمع هو وهي بِمكان واحد اقاموا حربًا،الفتاة التي يضن انها تكرهه،ياتُرى ستنجح قصة حُب عبدالعزيز؟نعرف ذلك بعد القراءة.